علماء متشائمون يتحدثون عن 10 سنوات.. وآخرون يرون نهايتها «الاجتماعية» أبعد وأصعب من يصدق أن بريطانياوفرنساوهولندا والدنمارك لا تزال تملك «مستعمرات» في عالم اليوم؟ متى وكيف تنتهي جائحة كورونا؟ سؤالان لو كنت أملك إجابتهما لكان بيدي مليونا دولار! لكنهما الأكثر تردداً على الألسن في كل مكان في العالم الذي ضربته الجائحة ضربات موجعة جداً. ومع أن لا أحد أيضاً يملك إجابة، فإن كثيرين يحاولون رسم معالم عصر ما بعد «كوفيد». هل سيتغير العالم بعد «كوفيد-19»؟ هل ستبقى «الكمّامة»، والقفازات، والتباعد الجسدي سمة ملازمة للمرحلة القادمة من الحياة الإنسانية؟ وهي محاولات تخرج منها عشرات الأسئلة التائهة دون إجابة. وطبعاً ستجد من يدعوك إلى التفاؤل. وستجد من يسدّ نفسك بالتشاؤم. وستجد أيضاً من هو على استعداد للتعايش مع كل الاحتمالات! وربما كان ماثيو والتر أحد أكبر المتشائمين، حين كتب في نيويورك تايمز أخيراً عن «العقد المظلم القادم». عشر سنوات؟ فترة طويلة قد يُكتب علينا أن نتعايش فيها مع فايروس كورونا الجديد، وتبعات مرض كوفيد-19، والدمار الاقتصادي الناجم عن هذه النازلة، والتأثيرات على صحتنا العقلية، جراءَ عمليات الحجر المنزلي، والعزل الذاتي، والإغلاق. عصر ما بعد «كورونا» يرى والتر أن العالم في عصر ما بعد «كوفيد» سيكون قناع الوجه سمته الرئيسية. وسيكون عالماً مضطرباً، يشوبه العنف الدموي، وتشدد قوات إنفاذ الأمن في تطبيق الاشتراطات الصحية. وسيتزايد عدد المدمنين، وتكثر عمليات امتلاك الأسلحة الفردية. سينتهي التعليم. وتتزايد حالات الانتحار. وتوقع والتر أن يستمر العالم في مثل هذه التخيلات المتشائمة خلال الأجيال الثلاثة القادمة. ويرى أن ذلك كله سيكون بسبب الإغلاق، وليس الفايروس نفسه. ويخشى أن تحل الأرقام محل الكلمات في وصف الأشياء. فأنت ستقول مثلاً إن خُمس سكان أمريكا باتوا عاطلين، وإن القطاع الوحيد الذي يقبل تعيين موظفين جدد هو شركات تحصيل الديون! وكيف يمكن منطقياً تصديق أن ما شهده العالم خلال الأشهر الثلاثة الماضية سيظل باقياً في حياة الناس خمس مرات مثل ذلك من السنوات؟ ويشير والتر إلى أن معظم تلك الظواهر، كالديون والإدمان والعنف، كانت ظاهرة للعيان طوال السنوات الماضية، لكن الأنظمة السياسية عجزت عن ملاحظتها، وبالتالي عن معالجتها في حينها. بيد أن السؤالين المفتاحيين اللذين يمتنعان عن الإجابة سيجدان من المؤرخين من ينظر إليهما بشكل مختلف. فهم يرون أن لكل وباء نهايتين: طبية، وهي التي تحدث مع توقف الإصابات والوفيات، ونهاية اجتماعية، وهي تعني نهاية الرعب من المرض الوبائي. ويرى المؤرخ الطبي بجامعة جونز هوبكنز جيريمي غرين أن الناس حين يتساءلون: متى ينتهي هذا الوباء، فإنهم يقصدون نهايته الاجتماعية. وهي المرحلة التي ينتهي فيها خوف المجتمع من المرض، وقبوله ومحاولة التعايش معه. واتفق معه المؤرخ بجامعة هارفارد ألان برانت بقوله إن نهاية الوباء لا يحددها الطب، ولا الصحة العمومية، بل تحددها عمليات اجتماعية سياسية. وتقول المحاضرة بكلية الجراحين الملكية في دبلن بالجمهورية الآيرلندية الدكتورة سوزان موراي إن الخوف من الوباء هو الوباء نفسه! فمع بُعد الشقة بين أفريقيا وآيرلندا، أثار اندلاع وباء حمى الإيبولا في غرب أفريقيا، الذي تسبب بوفاة 11 ألفاً، فزعاً لا نظير له في دبلن. وكشفت، في مقال نشرته مجلة نيو إنغلاند الطبية، أنه تم تنبه الكوادر الصحية في آيرلندا آنذاك إلى ضرورة الاستعداد لاحتمال تفشي فايروس الإيبولا في العالم، وأن عليهم التهيؤ للأسوأ. وحذرت الدكتورة موراي من أنه إذا كنا مستعدين لمحاربة الخوف، والجهل، بالقدر نفسه الذي نحارب به الفايروسات، فإن الخوف سيحدث ضرراً أكبر من الفايروسات، حتى لو لم تظهر أية إصابة بتلك الفايروسات في الأماكن التي نعمل فيها. وزادت أن الخوف من الوباء يمكن أن يكون أشد ضرراً إذا تدخلت في الأمر قضايا معقدة، مثل الجنس، واللغة، والانتماء الطبقي. تجربة دموية مع وباء الطاعون حدثت تلك الظواهر في كل مرة اجتاح فيها العالم وباءُ الطاعون الأسود، الذي ضرب العالم مراراً خلال الألفي سنة الماضية، وحصد ملايين الأرواح. وينشأ الطاعون عن بكتيريا يرسينيا بيستس، التي تعيش في براغيث تحملها الفئران. لكنه ينتقل أيضاً من خلال الرذاذ التنفسي. ويعني ذلك أن القضاء على الفئران لن يضع حداً للوباء. وقد اندلعت جائحة الطاعون الأولى في القرن الميلادي السادس، وتلتها جائحة أخرى في القرن الرابع عشر. بدأت من الصين في عام 1331، ومنها انطلق المرض عبر طرق التجارة لبقية العالم. وكانت الصين آنذاك تصطلي بحرب أهلية مدمرة. وأدى الطاعون إلى إبادة نصف سكان الصين. ومنها انتقل الطاعون إلى المغرب العربي، وأوروبا، والشرق الأوسط. وقتل خلال الفترة 1347-1351 ثلث عدد سكان القارة الأوروبية. ومحا نصف عدد سكان مدينة سيينا الإيطالية. وكتب المؤرخ الإيطالي في القرن الميلادي الرابع عشر أنجولو دي تورا أنه «يصعب على لسان الإنسان وصف الحقيقة المفزعة». وقال إن المصابين كانوا يموتون أثناء كلامهم. وكان يتم دفن الموتى في قبور جماعية ضخمة. وكتب المؤرخ جيوفاني بوكاكسيو في مدينة فلورنسا الإيطالية أن موتى الطاعون كانوا من كثرة عددهم يعاملون كما تعامل الأغنام النافقة حالياً. وأشار إلى أن الوباء أدى إلى انتشار الإدمان. وقرر كثيرون البقاء داخل بيوتهم وعدم المغامرة بمغادرتها لأي سبب. انتهى وباء الطاعون خلال القرن الرابع عشر، ليندلع مجدداً في الصين في عام 1855، وانتشر منها إلى بقية أرجاء العالم، مؤدياً إلى وفاة 12 مليوناً في الهند وحدها. وأقدمت السلطات في بومباي على حرق أحياء بكاملها. وانتهى الوباء بحلول القرن التاسع عشر. ولا يعرف أحد حتى اليوم لماذا انتهى. ويقول علماء إن ذلك نجم عن تغير وراثي في الفئران، ما حدا بالبكتيريا المسببة للطاعون للتخلي عن الفئران السوداء، واللجوء إلى الفئران البُنيّة، التي توصف بأنها أشد قوة من السوداء، ولأنها تفضل الحياة بمعزل عن البشر. لكن علماء آخرين يرون أنه انقضى بسبب تحور وراثي في البكتيريا المذكورة. ويقول المؤرخ في جامعة يال الأمريكية فرانك سنودون إن ما لا يعرفه الناس حالياً أن الطاعون لم يتلاش حتى اليوم. فهو لا يزال يصيب كلاب البراري في ولايات جنوب غربي أمريكا، ومنها يمكنه الانتقال إلى البشر. وأضاف أن أحد أصدقائه أصيب بعدوى الطاعون، بعدما حل ضيفاً في غرفة بفندق بولاية نيومكسيكو، شغلها قبله رجل كان يصطحب كلبه معه. ويشير إلى أن عدوى الطاعون أضحت نادرة جداً، ويمكن القضاء عليها في وقت وجيز باستخدام المضادات الحيوية. شكراً «كوفيد».. لولاك ما توسعت معرفتنا بالجغرافيا! دول ومناطق لم يسمع بها أحد.. وبلدان وجزر دون ال 20 إصابة حين تعلن منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، مرض كوفيد-19 وباءً عالمياً فهو بلا شك إعلان مفزع. حتى لو لم يكن هذا الوباء قد اجتاح جميع دول العالم. ومن سداد الحكمة الشعبية أن فايروس كورونا أضحى كالمنشار «طالع....». حتى أبريل 2020 كانت هناك 18 منطقة في العالم، منها دول، وجزر في قلب المحيطات، ومستعمرات لم تسجل إصابة بفايروس كورونا الجديد. ولم يمنعها تباطؤ زحف الفايروس صوبها أن تستعد لمواجهة حتمية ستكون معه. إذن فهو منشار لا يعرف الجغرافيا. ولا يرحم التاريخ. يمكنه أن يمحو قرية من على وجه الأرض، مثلما يستطيع تدمير حضارة! بيد أن الصورة ربما اختلفت تماماً بعد مقدم مايو. حتى 2 أبريل 2020، هناك 18 من الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة (193 دولة) لم تسجل إصابة بفايروس كورونا الجديد، بحسب مؤشر جامعة جونز هوبكنز، الذي يعنى بتحديث عدد الإصابات، والوفيات، وحالات التعافي في أرجاء العالم. وهي: جزر القمر، كيريباتي، ليسوثو، جزر مارشال، ميكرونيزيا، ناورو، كوريا الشمالية، بالاو، سامُوا، ساو تومي وبرنسيب، وجزر سليمان، وجنوب السودان، وطاجكستان، وتونغا، وتركمانستان، وتوفالو، وفانواتو، واليمن. تغيرت الصورة تماماً خلال مايو 2020 بالنسبة إلى معظم تلك المناطق، بكل أسف. وكتبت صحيفة «يو اس ايه توداى» في عددها الصادر في 6 مايو الجاري إن معظم تلك البلدان جزر نائية في المحيطات، ولا يزورها السياح. ونقلت عن الأستاذ المساعد للسياسات الصحية بجامعة هارفارد قوله: إن ما أعان تلك المناطق على البقاء بمنأى عن الفايروس مسارعة الدول الآسيوية لفرض سياسات الإغلاق، ووقف الرحلات الجوية، الذي منع تدفق السياح. كما أن بعض تلك الدول لا تتوفر معلومات ذات مصداقية عن أوضاعها الصحية، ومنها كوريا الشمالية، وليسوتو؛ على رغم أن كلتيهما تحادّان دولاً اجتاحها الفايروس. وفي رصد للتفشي العالمي في 20 مايو 2020، فإن هناك 26 منطقة في العالم هي التي يقل عدد الإصابات في كل منها عن 20 إصابة. لقد قفز فايروس كورونا الجديد من ووهان في الصين، إلى أوروبا، فالولاياتالمتحدة، ولم يستبق مكاناً من العالم. وأثارت المنصات الإلكترونية الدولية التي ترصد وتحدّث بيانات الوباء العالمي معرفة جغرافية ثرة لكثيرين؛ إذ أتاحت قوائمها لكثيرين معرفة بلدان ومناطق ومستعمرات ما كان ليصدق أن للإنسانية فيها إخوة. من تلك المناطق: • أندورا: إمارة صغيرة تقع في جبال البيرينيس، بين فرنسا وإسبانيا. وهي منطقة تجارة حرة، تعج بمنتجعات التزلج على الجليد. وتسمى عاصمتها أندورّا لا فيلا. ولا يزيد عدد سكانها على 76 ألفاً. • جزر فارو: هي أرخبيل يتمتع بحكم ذاتي، ويتبع لمملكة الدنمارك، منذ العام 1814. ويتكون من نحو 18 جزيرة صخرية بركانية في المحيط الأطلسي الشمالي، بين آيسلندا والنرويج. وتسمى عاصمتها تورشافن. • جزر مايوت: وهي أرخبيل في المحيط الهندي، بين مدغشقر وساحل موزمبيق. وهي منطقة تابعة لفرنسا. وتسمى عاصمتها ماموجو. ولا يزيد عدد السكان على 270 ألفاً. • جزر المارتينيك: جزيرة وعرة التضاريس في البحر الكاريبي، تتبع لممتلكات فرنسا في ما وراء البحار. وعاصمتها فورت دو فرانس (قلعة فرنسا) مبنية على جبال منحدرة، وطرق ضيقة متعرجة. ويوجد فيها تمثال لابنة الجزر جوزفين دو بوارنيه، التي أضحت أولى زوجات إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت. ويصل عدد السكان إلى 376 ألفاً. • سانت كيتس آند نيفيز: (15 إصابة) دولة من جزيرتين، تقعان بين المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي. عاصمتها باسيتير. وعدد سكانها 55 ألفاً. • سانت لوشيا (18 إصابة): دولة- جزيرة تقع شرقي البحر الكاريبي. عاصمتها كاستريز. وعدد سكانها 55 ألفاً. ويشمخ فيها جبلان ممتدان بطول ساحلها الغربي. توجد شلالات مبهجة وسط غاباتها المطيرة. • سانت فنسانت غيرنادين (17 إصابة): هي دولة- جزيرة تقع جنوبي البحر الكاريبي. والجزيرة الرئيسية فيها هي سانت فنسانت، تتبعها سلسلة من الجزر الصغيرة. وعاصمتها كينغزتاون. وعدد سكانها 109 آلاف شخص. أما المناطق والدول والممالك التي سجلت فيها إصابات تقل عن 15 إصابة، فهي على النحو التالي، وفقاً لبيانات موقع «ويرلدأوميتر»: • جزر فوكلاند (13 إصابة): هو أرخبيل جنوبي المحيط الأصلي، يتكون من 778 جزيرة، وعاصمته ستانلي. وربما عرف كثيرون أن تبعيته كانت سبباً في اندلاع حرب بين بريطانيا والأرجنتين، مطلع ثمانيات القرن العشرين، انتهت بانتصار بريطانيا. وتتمع جزر فوكلاند بحكم ذاتي، تحت تاج ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية. • تيركس آند كيكوس (12 إصابة): هي دولة تتكون من 40 جزيرة في المحيط الأطلسي، إلى الجنوب الشرقي من جزر البهاما. وتتبع هذه الجزر للتاج البريطاني. عاصمتها كوكبيرن تاون. وعدد سكانها 55 ألفاً. وتتكون من جزيرة كيكوس الأكبر مساحة، والجزيرة الأصغر تيركس. • الفاتيكان: (12 إصابة): المدينة/الدولة المعروفة بمقر الكاثوليكية. وهي دولة ذات سيادة داخل أراضي إيطاليا. مساحتها 49 هكتاراً. وعدد سكانها 825 شخصاً. • جزر القمر (11 إصابة)، جمهورية عربية إسلامية معروفة. تقع في المحيط الهندي. وهي الدولة الوحيدة العضو بجامعة الدول العربية التي تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية! ويصل عدد سكانها إلى 832 ألفاً. ولا يشمل ذلك سكان جزيرة مايوت التي تديرها فرنسا، ضمن مستعمراتها في ما وراء البحار، على رغم قرار لمجلس الأمن الدولي يؤكد تبعيتها لاتحاد جزر القمر. • مونتسيرات (11 إصابة): جزيرة تابعة للسيادة البريطانية في البحر الكاريبي، ضمن ما كان يعرف بجزر الهند الغربية. وهي مستوطنة بريطانية منذ العام 1632. وتتمتع بنظام ديموقراطي تحت التاج البريطاني. عاصمتها برايدز. وعدد سكانها 4600 شخص. • سورينام (11 إصابة): جمهورية على الساحل الشمالي الشرقي للمحيط الأطلسي في أمريكا الجنوبية. تعتبر أصغر دولة ذات سيادة في أمريكا الجنوبية. عاصمتها باراماريتو. وعدد سكانها 576 ألفاً. • غرينلاند (11 إصابة): هي أكبر جزيرة في العالم. تتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة التاج الدنماركي. وتقع بين المحيط القطبي المتجمد والمحيط الأطلسي. وتوجد فيها قاعدة أمريكية كبيرة. • سيشيل: جمهورية في أرخبيل يضم 115 جزيرة، تقع على الحافة الجنوبية لبحر الصومال. عاصمتها فكتوريا، وعدد سكانها لا يتعدى 94 ألفاً. وتعتبر إحدى أغنى الدول الأفريقية. واستعمرتها فرنسا، ثم بريطانيا. ونالت استقلالها من لندن في 1976. • جزر فيرجن البريطانية (8 إصابات، ووفاة وحيدة): إحدى المناطق التابعة لممتلكات التاج البريطاني في ما وراء البحار. وتقع في البحر الكاريبي، إلى الشرق من بورتوريكو، وجزر فيرجن الأمريكية. عاصمتها رود تاون. وسكانها 35 ألفاً. • بابوا غينيا الجديدة (8 إصابات): دولة مستقلة في أوقيانوسيا. تقع شمال أستراليا، جنوب غربي المحيط الهادي. وتعتبر ثالث أكبر جزيرة في العالم من حيث المساحة. عاصمتها تسمى موريسبي. وعدد سكانها 8 ملايين نسمة. وكانت خاضعة للاستعمار البريطاني، ثم الأسترالي. ونالت استقلالها في 1975. ويتكلم أهلها 851 لغة. • هولندا الكاريبية (6 إصابات): من يصدق أن هولندا لا تزال لها ممتلكات استعمارية تدار من لاهاي؟ يطلق هذا الاسم على جزر كوراساو، وأروبا، وسانت مارتن، وثلاث إمارات صغيرة. وجميع هذه الجزر كانت مملوكة للإمبراطورية الهولندية. وبقيت في عهدة تاج المملكة الهولندية بعد سقوط الإمبراطورية. • سانت بارث (6 إصابات): جزيرة كاريبية ناطقة بالفرنسية. عاصمتها تسمى غوستافيا. وتوجد فيها آثار كثيرة لفترة خضوعها للاحتلال السويدي في 1784. واستعمرتها فرنسا في عام 1878. ولا يزيد عدد سكانها على 9 آلاف. • الصحراء الغربية (6 إصابات). • أنغويلا (3 إصابات): منطقة تتبع لممتلكات بريطانيا في ما وراء البحار منذ القرن السابع عشر. وتقع في شرقي البحر الكاريبي. وعاصمتها تسمى ذا فالي (الوادي). وتبلغ مساحتها 91 كيلومتراً مربعاً. وعدد سكانها 17400 شخص. • ليسوتو (إصابة وحيدة): مملكة تقع داخل حدود جمهورية جنوب أفريقيا. ولا تتعدى مساحتها 30 ألف كيلومتر مربع. وهي تشابه الفاتيكان من حيث إنها دولة ذات سيادة داخل حدود دولة أخرى. وعاصمتها ماسيرو. ويصل عدد سكانها إلى مليوني نسمة. • سانت بيار ميكلون: أرخبيل من الجزر يتبع لسيادة فرنسا. ويقع جنوب جزيرة نيوفاوندلاند الكندية، في الجزء الشمالي الغربي من المحيط الأطلسي. وعلى رغم أن مساحته تبلغ 242 ألف كيلومتر مربع، إلا أن عدد السكان لا يتجاوز 4 آلاف شخص. وعاصمتها سانت بيار. حرب «الجدري» قصيرة وخاطفة غير أن ثمة أوبئة عدة كُتب للإنسانية أن تتخلص منها. وفي مقدمتها الجدري الذي أمكن القضاء عليه لسبب رئيسي فريد: أن الجدري لا يحمله أي حيوان يقوم بنقله للبشر. كما أن ما ساعد على دحره ظهور لقاح فعال ضده. ويعني ذلك أن مكافحته لدى الإنسان تعني إزالته تماماً. وساعد أيضاً في القضاء عليه أن أعراضه واضحة للعيان، ما يتيح للسلطات الصحية عزل المصاب سريعاً، وتتبع مخالطيه المحتملين. وترى «بلومبيرغ» أن محنة الإنسانية مع «كوفيد-19» تبدأ من جهلنا بأصل فايروس كورونا الجديد: كيف قفز من حيوان في الريف الصيني ليصيب البشر في كل مكان في العالم؟ ويعني ذلك ببساطة أن كل الطرق لا بد أن تؤدي إلى الصين، التي ترفض أية مسؤولية عن تفشي هذا الوباء. وفي أتون انعدام لقاح، ودواء، سيواصل فايروس كورونا الجديد حصد مئات آلاف الأرواح. المشكلة أن الصين تتكتم على أي شي علمي يتعلق بهذا الوباء. ويشرف على ذلك التكتم الرئيس الصيني تشي جي بينغ شخصياً، الذي يقول إنه يتابع تحقيقاً حول كيفية اندلاع الوباء. ورفضت بكين طلباً من منظمة الصحة العالمية للسماح لها بإرسال فريق علمي للتحقق من أصل الفايروس. وهددت الصين بلدان الاتحاد الأوروبي بتوتر شديد في العلاقات إذا طالبت تلك الدول بتحقيق دولي بهذا الشأن. ورأينا كيف عمدت الصين إلى خفض وارداتها من لحم البقر الأسترالي، غداة تمسك أستراليا بضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف. ويوماً بعد يوم تتفاقم الضغوط الدولية على بكين للسماح بعلماء وباحثين دوليين لاستقصاء المعلومات من الناجين من الفايروس، والقيام بدراسات ميدانية، وفحص عينات من الفايروس ظلت الصين تتمنع عن مشاركة الدول الأخرى في المعلومات المتعلقة بها. ومع قرب بلوغ الأزمة الصحية العالمية شهرها السادس، تقول «بلومبيرغ»: لا يزال عدد كبير من الأسئلة بلا إجابات. وأدى ذلك إلى اندلاع حرب كلامية بين واشنطن وبكين. ولا يعرف العالم عن فايروس كورونا الجديد سوى أنه انتقل من الحيوان للإنسان، بحسب خريطته الوراثية. ويعتقد العلماء أن فايروس كورونا الذي تسبب في جائحة «سارس» في عام 2003 قفز من قطط الزباد، التي يأكلها الصينيون. لكنهم لا يعرفون الحيوان الذي انطلق منه فايروس كورونا الجديد ليصيب الإنسان. هناك من يرجحون الوطواط. لكن هذه المعلومات ليست موثقة. ويعني ذلك أنه ربما كان الحيوان الذي انطلق منه الفايروس ليصيب الإنسان لا يزال مجهولاً. وفيما يقول علماء منظمة الصحة العالمية إن القطط المنزلية الألفية يمكن أن تنقل فايروس كورونا الجديد إلى السنانير الأخرى؛ لا توجد دلائل على أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تنقل هذا الفايروس إلى الإنسان. وحتى لو وافقت الصين على إجراء تحقيق دولي، فإن من الصعب الثقة بنتائجه، في ظل الاستقطاب الذي أحدثه التوتر في العلاقات الصينية - الأمريكية. وترى الولاياتالمتحدة، بحسب تصريحات الرئيس دونالد ترمب، أن الفايروس ربما تسرب من مختبر الفايروسات بمدينة ووهان نتيجة حادثة. وردت الصين باتهام الولاياتالمتحدة بأنها هي التي قامت بتخليق الفايروس في مختبراتها وأرسلته للصين مع نحو ألف جندي أمريكي أرسلتهم واشنطن لدورة الألعاب العسكرية العالمية التي أقيمت في ووهان في أكتوبر 2019. ويقول العلماء الأمريكيون الذين اطلعوا على الخريطة الوراثية للفايروس إن أصله طبيعي، وليس مخلّقاً تخليقاً في مختبر. وفيما يرون أن احتمال وقوع حادثة في المختبر الصيني أدى لتسرب الفايروس ممكن من ناحية نظرية، إلا أن أستاذ الأحياء الجرثومية وعلم المناعة بجامعة إيوا الأمريكية البروفسور ستانلي بيرلمان يستبعد ذلك تماماً، بعدما قام بزيارة لمختبر ووهان، واعتبره أحد المعامل المحاطة بتدابير مشددة. وأكدت نائبة مدير مختبر ووهان شي زنغلي (56 عاماً) أنها متأكدة تماماً من أن فايروس كورونا الجديد الذي يفتك بالبشر حالياً لا علاقة له البتة بمختبرها. وأضافت أنها عثرت في عام 2004 على بؤرة لفايروسات كورونا في خفافيش تعيش في كهوف قرب مدينة كنمنغ، بمقاطعة يونان جنوب الصين. وزادت في ورقة علمية نشرتها مجلة «نيتشر» في فبراير 2020، أن جينات الفايروس الجديد تتطابق بنسبة 96% مع جينات فايروس كورونا الذي تم العثور عليه في مقاطعة يونان. وأكدت، في مقابلة مع مجلة «ساينتفيك أمريكان»، أن الخصائص الوراثية للفايروسات التي تعمل عليها في مختبر ووهان لا تتطابق مع جينات فايروس كورونا الجديد الذي يفتك بالإنسانية حالياً. بالطبع هناك حكاية «السوق المبتلة» في ووهان، حيث تباع حيوانات وحشية حية ومذبوحة، التي يعتقد علماء أن الفايروس ربما انطلق منها، قافزاً من حيوان، أو خفاش، ليصيب البشر. وكان عدد كبير من الإصابات الأولى في ووهان وقع في تلك السوق. لكن العلماء المهتمين بمعرفة منشأ الفايروس الحالي يتساءلون: هل بدأت العدوى من تلك السوق أم أنه تم اكتشاف تلك الإصابات هناك؟ طبيب «وباء 1656».. PPE ب«منقاره» يعد الطاعون أحد الأوبئة التي فتكت بالإنسانية على مر قرون. وقد شاع رسم لطبيب يداوي المرضى بالوباء، وهو يرتدي ما يسمى اليوم زي الحماية الشخصية PPE. بيد أنه يرتدي أيضاً قناعاً يجعله يبدو كمنقار الطيور! ويقال إن الأطباء كانوا خلال جائحة الطاعون التي اجتاحت العالم في عام 1656، وأسفرت عن وفاة 145 ألفاً في روما، و300 ألف في نابولي؛ يعتقدون أن الطاعون ينتقل عبر الهواء، خصوصاً الهواء الخانق ذا الرائحة الزنخة. ولذلك قيل كانوا يحمون أنفسهم أثناء مداواتهم مرضى الطاعون بهذا الأنف المنقاري، وهو جسم مجوف يحشونه بالورود المجففة، والأعشاب العطرية، والتوابل، حتى لا يستنشقوا «الهواء الفاسد»! في وباء 2020، تم أيضاً تطوير زي الحماية الشخصية، ليس للكوادر الصحية وحدها، بل من يقومون برعاية المسنين في دورهم، وعدد من المهن التي تكون ممارساتها عالية الخطر الوبائي.