رغم مرور 40 عاماً على أول صيام أداه أحمد الحربي في شهر رمضان المبارك، إلا أنه لا يزال يتذكر تفاصيله، عندما كان في الصف الرابع الابتدائي. وقال ل«عكاظ» لم أفهم المعنى الحقيقي للصيام، بل كنت اهتم بنظرة الإعجاب من والدِّي وثنائهما عليَّ، فقد كان تشجيعهما هو الدافع لأكمل يومي الرمضاني. ولفت إلى أن ثلثي وقت الصيام كان يقضيه في النوم، فقد كان الهدف أن أتعود على الصيام، وأن أتمكن من صيام الشهر كاملاً، وهذا ما حدث، إذ أكملت رمضاني الأول متواصلاً بلا انقطاع عام 1402، كنت حينها ناجحاً من الصف الرابع الابتدائي. ولم ينسَ الحربي موائد رمضان في ذلك الوقت إذ ذكر بأنها «لم تكن تزخر بما لذ وطاب من أصناف الأكل، والعصائر، والحلويات بل كانت أصنافاً محدودة بسيطة تكرر بشكل شبه يومي، ربما في كل منزل تقريباً في ذلك الوقت، كانت عبارة عن شوربة، مكرونة، وأحياناً مرق، وكان الحلى عبارة عن نوع يشبه المهلبية أو «الكاسترد» كنا نسميه «تطلي» ولا أعرف حقيقة أساس هذه التسمية، كنا أيضا نشرب منقوع الاقط بالماء البارد «المريس». ويتذكر الحربي ما كان يعرض على التلفزيون في ذلك الوقت مثل برنامج «على مائدة الإفطار» للشيخ الطنطاوي رحمه الله، كما كان يجتمع مع عائلته على المذياع للاستماع للفنان عبدالعزيز الهزاع في مسلسله الإذاعي «أم حديجان». ويضيف الحربي كنا مع أبناء الجيران نلعب كرة القدم، وكانت هناك لعبة اسمها «المصاقيل» أو «البراجون»، وبعض الألعاب الحركية ك«الحبشة». وأشار إلى أن لرمضان الأول تجربة في الذاكرة، ويجب أن نحرص على أن نخلد هذه الذكرى في أبنائنا من خلال تدريبهم على صيام رمضانهم الأول، مع الحرص على ألا تسرق منهم الأجهزة الذكية، وتطبيقات برامج التواصل، والألعاب الأونلاين، روحانية وجمال هذا الشهر.