حين فكرت روان فاضل وأقرانها في مشروع «كيان»، لملامستها معاناة حقيقية لدى المرضى وذويهم، خصوصاً كبار السن، إذ يجد المريض صعوبة في البحث والمقارنة بين الأخصائيين المؤهلين والمرخصين ليقدموا خدماتهم بمنزل المريض، حرصاً على توفير الرعاية لمرضى الأمراض المزمنة والحالات الطارئة والحالات التي تحتاج إلى رعاية ومتابعة دورية. مشروع كيان (Appkayaan@).. منصة إلكترونية للرعاية الصحية المنزلية تربط مقدمي الخدمة بطالبيها، إذ يساهم في توفير فرصة للأخصائيين مثل المعالجين الطبيعيين والممرضين لزيادة دخلهم عن طريق ممارسة المهنة وقت الفراغ. يوفر المشروع للمريض منصة تمكنه من البحث والمقارنة ثم حجز الاستشارة المنزلية بسهولة. سألت روان عن نقطة التحول في مشوارها المهني إلى مشروع خدمي، فأجابت قائلة: عندما لقيت دعماً كبيراً من أكثر من جهة مختصة بريادة الأعمال بدأنا المشروع، وعقبها حصل المشروع على المركز الأول لجائزة مسك للابتكار كأفضل مشروع ريادي، وجائزة المركز الأول في مسابقة الريادة الاجتماعية مع أكاديمية نفيسة شمس، بدعم بنك التنمية الإسلامية وMIT ومنشآت أخرى، وجائزة المركز الأول في محضن الرواد برعاية إمارة منطقة مكةالمكرمة، إذ كرمت من نائب أمير المنطقة الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز. وتضيف قائلة: كل تلك الجوائز أعطتنا دافعا لتطوير الفكرة وإنتاجها بشكل أفضل، موضحة نعمل على إستراتيجية Lean startup، وجربنا أكثر من فكرة بطرق بسيطة جداً إلى أن توصلنا إلى النموذج النهائي القابل للتطوير أو (التغير حتى إن تطلب السوق). وكما هو معروف فإن الدراسة وتنفيذ مشروع كبير مثل هذا أمر صعب، ولكنني سألت: كيف توفقين بين الأمرين؟ أجابت، بعد تنهيدة تطلع وطموح، فعلاً.. هذا ليس بالأمر الهين أو السهل ولكنه ليس صعباً، ذلك يعتمد على شخصية وأولويات الشخص، وسبق لي أن خضت تجارب عدة كشريك مؤسس لأكثر من مشروع. وأضافت: اكتشفت شغفي في عمر مبكرة فتولعت بريادة الأعمال والتجارة، وفي سن ال 14 عاما بدأت بمشاريع وإن فشل بعضها أو أغلبها إلا أنني وضعت أمامي قاعدة «المشاريع تذهب والدروس تبقى». روان عقبت بالقول: «حبي للتعلم الدائم والإبحار في ريادة الأعمال سرقني من الدراسة في بعض الأحيان»، مضيفة «مع أنني لا أحب إلقاء النصائح للآخرين، ولو هناك نصيحة أطرحها عبر «عكاظ» فأقول لرواد ورائدات الأعمال: ابحث عن مشكلة وحلها فوراً وستتعلم كيفية حل المشكلات». وما هي المبادئ أو القيم التي تريدين نشرها عبر مشروعك؟ أولاً وقبل كل شيء خدمة المرضى في المجتمع وتسهيل حياتهم، واختصار وقت المريض وحفظه، ونستهدف في مشروعنا القطاع الصحي بشكل عام والرعاية المنزلية بشكل خاص. هل وجد المشروع دعماً؟ وهل تشجعين رواد ورائدات الأعمال الاستثمار فيه؟ نحن الآن نعيش ذروة أوقات ريادة الأعمال في المملكة، إذ توجد وفرة كبيرة في البرامج والحاضنات ومسرعات الأعمال، وبدأ تستشعر بشكل أكبر وجود المستثمرين الملائكيين وصناديق رأس المال الجريء.