انتهى تقريباً النصف الأول من شهر رمضان المبارك، وانتهى معه تحديد المشاهدات تجاه المسلسلات، والنصيب الأكبر للأعمال المصرية القادرة دائماً على الاستحواذ بسبب الإنتاج الأعلى وليس بالضرورة أن يكون لأنها الأفضل، في الأسبوع الماضي تم الحديث عن مسلسلات خليجية، وهذا الأسبوع سيتم الحديث عن الدراما المصرية، هذه الدراما المرتبطة تاريخياً وذهنياً بعقل المتلقي العربي، والتي يتابعها جميع الجنسيات دون استثناء، وهذه خصوصية انتقلت فترة إلى المسلسلات السورية تحديداً ما قبل 2011.وما يجعل الدراما المصرية حاضرة أن أسماء الممثلين فيها تلعب دورها في الجذب، فممثل بقامة الزعيم عادل إمام من الصعب أن يوجد بعمل ولا يكون له مشاهدوه، لكن هذا العام وبالرغم من أن الإنتاجات أقل من إنتاجات السنوات الماضية بسبب كورونا، إلا أن فالنتينو لم يلفت الانتباه، ولم يترك أثره على المتلقي الذي تشعر أنه يتساءل ويبحث عن الكوميديا فيه، فالزعيم لم يقدم الجديد في أدائه، بل كرس ما يحفظه جمهوره عن ظهر قلب من كل حركة يؤديها، من الممكن أن لا يكون الإخفاق بسببه، ولا شك أن الاعتماد على نفس المؤلف ونفس المخرج في كل عمل لن يقدم الجديد، في المقابل سؤال البحث عن الكوميديا طال أعمالا عرف أبطالها بأنهم كوميديون مثل مسلسل رجالة بالبيت بطولة أحمد فهمي. في المقابل والحديث ما زال مستمراً عن الكوميديا يظهر مسلسل 100 وش للمخرجة كاملة أبوذكري، تعتمد على ممثلين رئيسيين هما نيللي كريم وآسر ياسين، وتستطيع تقديمهما بقالب كوميدي تدعمه من خلال خياراتها لباقي فريق العمل، وهذا هو الفهم الصحيح لمعنى الكوميديا، والذي استطاعت أبوذكري أن توظفه وتقدمه بطريقة تحترم من خلالها عقل المتلقي دون إسفاف وتكرار ونمطية. من ناحية أخرى استطاع مسلسل الاختيار للمخرج بيتر ميمي وبطولة أمير كرارة أن يتصدر، وأهمية هذا العمل أنه يرتكز على قصة حقيقية عاشها الشعب المصري بكل تفاصيلها، لذلك الوقع العاطفي لعب دوره، والتغاضي عن بعض الأخطاء كان لدعم هذا العمل الذي اعتمد أيضاً على أسماء لضيوف شرف مثل آسر ياسين ومحمد إمام وغيرهما ليؤدوا دور شهداء الجيش المصري. والعاطفة تحضر أيضاً في مسلسل ليالينا 80، للمخرج أحمد صالح وبطولة إياد نصار وغادة عادل وخالد الصاوي وصابرين، العاطفة هنا تعيدك إلى شكل الدراما التي تم إنتاجها في الثمانينات، والتي تعتمد على لون وأزياء وطريقة كلام مختلفة، والأحداث مرتبطة بتوقيت اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، الذكاء في العمل هو الانتقال من لحظة خبر الاغتيال إلى موضوع العمى المؤقت الذي تعاني منه ابنة هشام ومريم، وبتر قدم راضي ابن رقية، هو تجسيد للمرحلة الانتقالية في هذا العصر، واستطاع المخرج أن ينقلها بذكاء. وللبحث عن الرومانسية استطاع مسلسل «ونحب تاني ليه» للمخرج مصطفى فكري وبطولة ياسمين عبدالعزيز وكريم فهمي، أن يقدم حكاية لطيفة وخفيفة، فيها فكرة وخفة ظل وأداء يستحق الإشادة من غالبية فريق العمل، يكفي أن منزل غالية فيه والدتها عائشة التي تؤدي دورها سوسن بدر، وجدتها التي تؤدي دورها ليلى عزالعرب، مع أشجار (بدرية طلبة) وشقيقها معتصم (عماد رشاد) والخادمة (إيمان السيد)، هذا المنزل تحديداً وما يحتويه يقدم جرعة من الفكاهة من الصعب المرور عليها مروراً عابراً، لما يحمله من توليفة متكاملة العناصر، ومتسقة مع بعضها، إلى جانب علاقة حب بين غالية ومراد سيتمنى المشاهد أن تكون نهايتها سعيدة وتتحدى كل المعيقات.