وضع فواز بن فيصل الرمضان، نفع الإنسانية ومساعدة المحتاجين، هدفا إستراتيجيا في حياته، متأثرا بوالدته الطبيبة آمال عبدالكريم الحمد، التي تقف حاليا في الصفوف الأولى مع أبطال القطاع الصحي في المنطقة الشرقية، لمحاربة جائحة كورونا، بكل تضحية وشجاعة. وقاد الإحساس العالي بالآخرين الذي يتمتع به فواز، لتقديم بحث يعتمد على الاستفادة من الأكل المهدر في إطعام المحتاجين في العالم، باستخدام التقنية، وشارك به في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2020، ووصل به إلى مراحل متقدمة في المنافسات. وبدأت رحلة فواز رمضان مع الإبداع والتميز، حينما اجتاز بنجاح اختبار مقياس موهبة وهو في الصف السادس الابتدائي، ليخوض أنشطة ومسابقات موهبة المتعددة بفعالية، وكان أولها برنامج الاختراع والابتكار، الذي فتح له بوابة البحث العلمي. وتعززت ثقة فواز في نفسه بفوزه بالمركز الأول في مسابقة البحث العلمي التي نظمتها مدارس الجامعة في الظهران، عن بحثه بعنوان «التحديات البيئية»، الذي حاز فيما بعد على مركز متقدم على مستوى المنطقة الشرقية. وحفز ذلك الإنجاز فواز للمشاركة في أول أولمبياد علوم في المنطقة الشرقية، وحصل فيه على المركز الثاني، ليتخرج من المرحلة المتوسطة وقد اكتسب خبرة كافية في إعداد الابحاث العلمية. وعاش فواز بدخوله المرحلة الثانوية، نقلة نوعية في مسيرته العلمية، بمشاركته في أول برامج موهبة التفرغية، في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران. وقال فواز: «رغم أني من أهالي مدينة الظهران، إلا أني واجهت صعوبات في التكيف مع أجواء البرنامج، خصوصا أني لم أتجاوز ال14 من عمري، فارقت أهلي وأحبتي، لأخوض تجربة جديدة استمرت ثلاثة أسابيع»، لافتا إلى أنه تعلم خلال تلك التجربة على أساسيات التصميم الهندسي، وتعرف على نخبة الطلاب من جميع أنحاء المملكة يمتلكون الموهبة والتحدي والإصرار على الإنجاز والإبداع. وترشح فواز بعد ذلك للمشاركة في برنامج موهبة الدولي المقام في جامعة الملك سعود بالرياض، ليحزم حقائبه إلى العاصمة في أول مشاركة له خارج المنطقة الشرقية، ليعيش ثلاثة أسابيع في برنامج سادته الألفة والمحبة تكلل بدراسة وتطوير الشبكات مصاحبة بأنشطة خارجية تعزز من مهارات التواصل لدى الطالب. وبدأ فواز تطبيق كل ما تعلمه من مهارات في برنامج موهبة الدولي في جامعة الملك سعود، بدعم مدير مدرسته التربوي محمد عالي العتيبي وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي وفرت لهم معاملها وأدواتها المتطورة. واستلهم فواز فكرة بحثه من قراءته لتقرير عن دراسة صادرة من الأممالمتحدة تفيد بأننا نخسر نحو 25 ألف شخص في العالم يوميا بسبب الجوع وسوء التغذية، وحفر بئر لا يسهم في حل المشكلة، كما يعتقد البعض، لأننا كبقية المخلوقات غير ذاتيي التغذية نحتاج إلى مختلف المواد الغذائية لنستطيع العيش. وأضاف: «ومن هنا بدأت رحلة بحثي، فاستثمرت وقت فراغي في التردد على الجامعة، كما أن تعلمي في مدارس الجامعة أتاح لي سهولة الوصول، فكنت أستثمر وقت الفسحة في زيارة الدكتور ومتابعة البحث»، لافتا إلى أنهم وجدوا إجابة عن تساؤلاتهم في البحث، من خلال الصور التي يرونها في مواقع التواصل الاجتماعي عن طعام مهدر، وثمة أناس في أمس الحاجة له. واعتمدت فكرة بحثه بعنوان «استخلاص الأمينات الحيوية من المشروبات منتهية الصلاحية» (Extracting biogenic amines from spoilt beverages) على تسخير التقنية في استثمار الطعام المهدر، مشيرا إلى أنهم بدأوا في استخلاص الأحماض الحيوية غير المفيدة، من العصائر منتهية الصلاحية المليئة بالفيتامينات والمعادن والأملاح، عن طريق قطعة من القماش الموصلة للكهرباء عبر بطارية، توضع في العصير لأنه جميع مكوناته متعادل الشحنة سوى المكونات الضارة. وأكد أنهم نجحوا في استخلاص تلك الأحماض من العصير، بطريقة بسيطة، وأعادوا استخدام قطعة القماش مرة أخرى بتكلفة تكاد لا تذكر، وأثبتت الطريقة فعاليتها ب 5 أنواع مختلفة من الأحماض الحيوية الضارة ونوعان من العصائر الطازجة (البرتقال والتفاح). وتقدم فواز ببحثه في مسابقة أولمبياد إبداع الوطني 2020 واجتاز مرحلة التحكيم الإلكتروني من بين أكثر من 76 ألف طالب، لينتقل إلى الورش المركزية المقامة في الرياض، جدة، والخبر، ليخضعوا لتحكيم لجنة مختصة بالبحث، لترشيح 150 مشروعا من أصل 300. وصاحبت الورش المركزية لقاءات تعريفية بكيفية تقديم المشروع ومهارات التحاور وإقناع المحكمين بالأفكار والمشاريع، واجتاز فواز الورشة بنجاح وبلغ المرحلة النهائية ضمن 150 مشاركا في الرياض. وذكر فواز أنه توجه للرياض مزودا بالحماس والتحدي والإصرار على تحقيق النجاح، مبينا أن «موهبة» لا تكتفي بدعم الطلاب وتطويرهم علميا، بل تحرص على غرس الأخلاق والقيم والمبادئ الفاضلة في نفوسهم، من خلال إشاعة أجواء ودية بينهم، على عكس ما يحدث في أي منافسة أخرى، فترى العلاقة بين المتسابقين في أولمبياد إبداع الوطني وطيدة، يساعدون بعضهم في إكمال الإجراءات والأوراق المطلوبة، للالتحاق بالمسابقة، وتركيب وتنسيق اللوحات إلى إرشادات في طريقة العرض وكأن فوز أحدهم كفيل بفوز الجميع، لافتا إلى أنه عاش شعورا جميلا وهو يرى المتسابقين يفرحون لفوز مشارك ما، في أجواء أخوية وإنسانية رائعة. «موهبة».. نبراس يضيء طريق الإبداع شارك فواز في كثير من الأنشطة التطوعية، كان آخرها الاعتناء بالمساجد مع مدرسته الثانوية، التي يدين لقائدها محمد عالي العتيبي، بكثير من الفضل في ما حققه من إنجازات، مشيرا إلى أنه وجد منه الدعم والتشجيع. وشكر فواز والدته الطبيبة آمال عبدالكريم الحمد، التي رافقته في رحلته مع الإبداع منذ أول يوم، وكانت المحفز والداعم له بالأفكار والمشورة، إضافة إلى والده الذي لم يتأخر عن دعمه ومده بما يحتاج في برامجه. واعتبر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، نبراسا يضيء طريق الإبداع والإنجاز لكل موهوب، وتسهم بفعالية في تحقيق رؤية 2030 عبر تأهيل المبدعين والمبدعات وبناء الإنسان علميا فكريا ثقافيا. أبرز مشاركات وإنجازات فواز الرمضان - فاز بالمركز الثاني في أولمبياد العلوم في المنطقة الشرقية - حصل بحثه «تحديات البيئة» على مركز متقدم في المنطقة الشرقية - وصل التصفية النهائية في إبداع 2020 من أصل 76000 مشارك - صنفته موهبة من أعلى 1 % في صفه الدراسي - شارك في برنامج موهبة الدولي في الرياض (اوكسميديكا) 2018 - درس التصميم الهندسي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مع موهبة