كتب وزير الصحة السابق د. حمد المانع مقالا لافتا في «عكاظ» أمس الأول، أيد فيه دعوات التعايش مع فايروس كورونا كوفيد 19، وفتح الاقتصاد واستعادة الحياة الطبيعية ! ومثل هذه الدعوة يرددها اقتصاديون ومستثمرون يحاولون إنقاذ أعمالهم التجارية، وربما مسؤولون حكوميون تثقلهم فاتورة الإنفاق الحكومي في ظل توقف عجلة الاقتصاد، لكن أن تبدر من وزير سابق للصحة فهذا أمر لافت ! يرى د. المانع أن عدد ضحايا الإنفلونزا العادية في العالم سنويا يبلغ 650 ألف إنسان، في حين يموت بها شهريا 54 ألفا، وأضاف أن 14700 شخص في السعودية يموتون سنويا بسبب الإنفلونزا العادية، وهي كما يرى أرقام لم تتجاوزها وفيات كورونا كوفيد 19، ومع الوقت لن يفرق العالم بين ضحاياه وغيره من الفايروسات المسببة للإنفلونزا التي يمكن مواجهتها بالوقاية واتباع قواعد السلامة العامة ! د. المانع لم يخفِ ميله لفكرة مناعة القطيع، فهو يضرب أمثلة لأمراض كإنفلونزا كورونا ميرس لم يتم احتواؤها سوى بتكون مناعة لدى الناس، ويؤكد: «لا سبيل على الإطلاق لاحتواء كورونا المستجد إلا بالتعايش معه» مع اتخاذ احتياطات الوقاية اللازمة، داعيا للعودة التدريجية للحياة الطبيعية محذرا من الآثار الاقتصادية والنفسية المدمرة ! حقيقة لا تعليق لدي على المقال، فلدى حكومات العالم والمختصين في منظمة الصحة العالمية والقطاع الصحي القدرة والخبرة على تقييم الحالة وتجارب الدول والخيارات الأنسب، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت إستراتيجيتنا في مواجهة جائحة كورونا المستجد ستكون مختلفة لو كان حمد المانع ما زال وزيرا للصحة ؟! K_Alsuliman@ [email protected]