فيما تستخدم قوات الشرطة في دبي خوذات ذكية، يمكنها قياس درجة حرارة مئات الأشخاص كل دقيقة، في إطار الجهود المبذولة لمكافحة فايروس كورونا الجديد؛ تقوم الشرطة في مدينة ويستبورت بولاية كونيكتيكت الأمريكية، بتجربة طائرة مسيرة كندية الصنع لمراقبة درجة حرارة السكان، من على ارتفاع 190 قدماً. كما أنها تستطيع اكتشاف السعال، والعطس، ومعدل ضربات القلب، وصعوبات التنفس، باستخدام المجسات والرؤية الإلكترونية. وتستغرق الخوذات التي تستخدمها شرطة الإمارات وقتاً أقل، ومسافة أقصر من أجهزة قياس الحرارة التقليدية. فهي تستطيع قياس درجة الحرارة من على بعد 5 أمتار. وتستطيع فحص ما يصل إلى 200 شخص في الدقيقة. وتصدر الخوذة إنذاراً في حالة رصد شخص مصاب بالحمى. وأعلنت شركة كيه.سي. ويرابول الصينية إنها باعت أكثر من ألف من هذه الخوذات القادرة على رصد درجة الحرارة، وتلقت طلبات للشراء من الشرق الأوسط، وآسيا وأوروبا. وتستخدم شرطة دبي الخوذات لفحص الناس في المناطق ذات الكثافة السكنية المرتفعة بما في ذلك الأحياء المغلقة. وكثفت دول الخليج عمليات الفحص بعد تسجيل أعداد متزايدة من حالات الإصابة بالفايروس بين العمال الأجانب الذين يقطنون مناطق سكنية مكتظة. وفي مدينة ويستبورت الأمريكية، تقول الشرطة إنها تعمل بشكل وثيق مع شركة دراغانفلاي الكندية التي أعلنت في مارس 2020 أنها تعمل بالتعاون مع جامعة جنوبأستراليا على تطوير «مسيّرة الوباء» على حد تعبيرها. وتم استخدام الطائرة الكندية المسيرة بالقرب من المناطق الموبوءة بمرض كوفيد-19 في نيويورك لضمان الالتزام بالتباعد الاجتماعي، واكتشاف الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض. وحرصت الشركة الكندية على تأكيد أن التكنولوجيا التي تستخدمها مجساتها ومناظيرها الإلكترونية لا تحدد تقاطيع الأشخاص، بحيث لا يمكن معرفة وجوههم. وقالت إنها تتوقع أن تكون الطائرة المسيرة جاهزة للاستخدام في غضون ستة أشهر. غير أن شرطة ويستبورت بدأت استخدامها فعلياً. وقال الباحثون المشاركون في التجربة إن المسيرة الكندية استطاعت بدقة عالية قياس نبض وتنفس الشخص من على ارتفاع 16-32 قدماً فوقه. وقال قائد الفريق العلمي من جامعة جنوبأستراليا البروفسور جافان شاهل، الذي يترأس قسم أنظمة الاستشعار بالجامعة، إن من شأن هذه الطائرة المسيرة أن تكون أداة لا غنى عنها للكشف عن وجود المرض في الأماكن والشوارع والتجمعات. ويمكن استخدام هذه الطائرة المسيرة للكشف عن الأشخاص الذين يعطسون أو يسعلون وسط التجمعات البشرية، والمكاتب، والمطارات، وسفن الرحلات السياحية، ومآوي العجزة، وكل الأماكن التي يتجمع فيها الأشخاص. وقال الرئيس التنفيذي لشركة دراغانفلاي كاميرون تشيل إن تفشي وباء كوفيد-19 يمثل تحدياً قاد إلى استحداث هذه التكنولوجيا المتقدمة لجمع المعلومات وتحليلها. وأوضح أن هذه التكنولوجيا تتيح الوصول إلى المناطق النائية من دون حاجة لفرق عمل كبيرة. وزاد أن تكنولوجيا المراقبة الصحية والتنفسية ستكون حيوية جداً للكشف عن احتمالات انتشار الأوبئة في أرجاء العالم.