الغياب الإجباري للطلاب عن مدارسهم وكلياتهم في العالم كافة بسبب تفشي فايروس كورونا، أعاد الحديث عن اعتماد «التعليم عن بعد» الذي أثار كثيرا من الجدل بين الجهات المختصة في العالم، وشهد شدا وجذبا بين نجاحه وفشله، ومدى فاعليته وجودته، وما يستفيده المتلقي في مجال التعليم على جميع المستويات. وجاء فايروس كورونا –نرجو أن ينتهي سريعا- ليجتاح دول العالم كافة بلا استثناء، ويضرب بالأفكار السلبية التي شابت «التعليم عن بعد» عرض الحائط، فقبل كورونا اعتبرته بعض الجامعات نقطة ضعف لديها، وألغته بدعوى أن هناك ثغرات تفسد جودته. ومبادرات التعليم الاحترازية التي اتخذتها الدول لكبح جماح تفشي الجائحة ومنها التعليم عن بعد، هي الخطوة الأولى في المسار الصحيح لتقديم المادة التعليمية عن بعد، بل ستكون أكثر تطورا وتفاعلا، باستخدام وسائل التقنية الحديثة في العملية التعليمية وتميزها. ومع تعطل التعليم التقليدي الناجم عن فايروس كورونا المستجد الذي وضع ملايين البشر أمام منظومة التعليم عن بعد ومدى الاستفادة منها، لم نعد بحاجة لجائحة أخرى، لنتعلم أن العقل البشري وتطويعه للتكنولوجيا المتطورة في وسعه عمل الكثير لخدمة العالم وعلى شتى الأصعدة. ومن هنا أشيد بنجاح وزارة التعليم في تطبيق التعليم عن بعد خلال هذه الأزمة، واقترح قياس أثر ذلك على مدى تقدم المؤسسة التعليمية إن ربطنا تقييم الأداء الوظيفي بنسبة الإنجاز الكمي لا الوقتي، لنستكشف جوانب متعددة للتعاطي مع هذه التكنولوجيا في اختصار الوقت وإيصال ما نود إيصاله، والنجاح في التصدي مستقبلاً لأي عائق بالشكل الذي يواكب من سبقونا في ذلك، بل قد نتفوق على تلك الدول. وأتطلع أن تخصص الجامعات والمدارس أياماً في العام الدراسي لتطبيق أنظمة التعليم عن بعد، ولا نحصر التعلم عن بعد على الحاجة له وقت الكوارث والأزمات. نسأل الله أن يزيل هذه الغمة عن الأمة عاجلاً غير آجل.