يرتبط «الأدرينالين» بالمشاعر السلبية التي يتعرض لها الإنسان كالحزن والخوف والقلق، وفي ظل سيطرة فايروس كورونا على المحيط الخارجي وإطلاق صافرات الإجراءات الاحترازية والوقائية، ارتفع «المؤشر الهرموني» خصوصا لدى «الموسوسين»، ما يثير التساؤلات عن كيفية حالهم خلال هذه الأزمة؟ «القلق» و«التوهم» و«الوسواس» و«التوتر»؛ اضطرابات قد تسيطر على الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يتعاملون مع النواحي النفسية، ويتعاملون مع الموضوعات بشكل سلبي، فيصبح لديهم نوع من التشوهات المعرفية، وهي تضخيم الأفكار السلبية، وتحجيم الإيجابية، والنظرات الانتقائية لبعض المواقف، كما أوضح ذلك استشاري الطب النفسي الدكتور محمد شاوش خلال حديثه لعكاظ، مضيفا: «مفهوم التشوهات المعرفية يُرسّخ المعلومات التي تُنقل بصورة كبيرة عبر وسائل الإعلام، ومنها مقاطع فيديو تجعل الإنسان في حالة خوف ووجل وتوجس». وشرح الدكتور شاوش حالات الأشخاص المصابين باضطراب القلق والوسواس والوهم في زمن كورونا، ف«القلقون» يبالغون في ردود أفعالهم، ويفترضون افتراضات خاطئة، ويُصوَّر لهم التصوير الأسوأ، أما «الموسوسون» فيبالغون في السلوكيات، ويعتقدون أن فايروس «كورونا» سينتقل إليهم، فيبالغون في غسل اليدين والتعقيم، فتتعزز المواقف السلوكية الخاطئة الوسواسية لديهم، فيما يُفسّر «المتوهمون» الأعراض التي تنتابهم على أنها أعراض الإصابة بالفايروس، كأن يعتقدوا أن احتقان الحلق أو السعال ماهي إلا أعراض الإصابة بالفايروس، أو يعطوا لأنفسهم إيحاءات خاطئة بالإصابة، دون وجود أي عارض صحي. ولكي يتخلص «الموسوسون» من الاضطرابات التي يعانون منها خلال هذه الفترة، أكد الدكتور شاوش ضرورة ممارسة تمارين «التنفس العميق» بأخذ نفس عميق من الأنف، وحبسهِ طويلاً، وبعدها إخراجه في عمليّة الزفير من الفم، لتعديل النسبة بين الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون في الرئة، وتقليل إفراز مادة الأدرينالين المسؤولة عن الخوف، إضافة إلى تمارين الاسترخاء والتأمل. وقال استشاري الطب النفسي إن الأشخاص الذين يعانون من وسواس أو قلق أو توهم مرضي، يحتاجون إلى بصيرة في ذاتهم ليتعاملوا مع وساوسهم ومخاوفهم بشكل صحيح، بعيدا عن الاسترسال أو الصد الخاطئ، والتعامل معها بطريقة عقلانية هادئة، من خلال تعلم المهارات العقلية والمعرفية والسلوكية، وإدارة المشاعر والمهارات.