يبدو أن النظام الإيراني غارق في الأوهام حيث يقول الرئيس حسن روحاني إن مكافحة جائحة كورونا المستجد: «كانت فرصة كبيرة لكي يعتذر الأمريكيون.. وليرفعوا العقوبات الظالمة الجائرة عن إيران». ومضيفا أن «العقوبات لم تعرقل جهودنا لمكافحة تفشي فايروس كورونا»! يقول روحاني ذلك بينما شعبه، وبلاده، هم ضحية أكاذيب نظامه الذي كابر، وانكر خطر الفايروس، حيث اعتبره المرشد الإيراني بداية مجرد دعاية أمريكية لمنع الإيرانيين من المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة التي حظيت باقل نسبة مشاركة منذ ثورة الشر الخمينية. ويطالب روحاني الأمريكيين بالاعتذار، ورفع العقوبات، بينما طهران تواصل الكذب والتصعيد بالمنطقة، تكذب على جيرانها، وخصوصا السعودية، عندما قامت بالسماح لمواطنين سعوديين بدخول إيران بدون ختم جواز السفر، ووفقا لوكالة (الاسوشيتدس برس) فإن تسعة من كل عشرة مصاب بالشرق الأوسط كان بعدوى من قادمين من إيران! وتواصل طهران التصعيد عبر أذرعها الإرهابية في اليمن والعراق. الأكيد أن إيران لا تبيع أتباعها الوهم وحسب، بل إن النظام نفسه بات غارقا في الأوهام، حيث بات النظام يصدق أكاذيبه جراء طول الكذب، وإلا لما خرج روحاني بهذه التصريحات التي يعتبر فيها أن فايروس كورونا كان فرصة كي يعتذر الأمريكيون، ويرفعوا العقوبات. الواضح أن روحاني، ونظامه، لم يستوعبا أن ترمب هو الرئيس الأمريكي، وليس باراك أوباما، كما أن نظام الملالي لم يستوعب أن كتالوج أكاذيبهم قد نفد إقليميا، كما نفد عند شريحة عريضة من أتباعهم بالمنطقة، خصوصا العراق، ولبنان، بينما الأوضاع في إيران نفسها أسوأ بكثير، حيث إن النار تحت الرماد. وعندما نقول إنه الوهم الإيراني فلا مبالغة بذلك لأن روحاني الذي تحدث عن سيطرة بلاده على فايروس كورونا عاد ليناقض نفسه بعدها بأيام قائلا إن طريق مكافحة الفايروس لن يكون قصيرا، وإن الفايروس قد يبقى بإيران أشهرا، أو حتى العام القادم! ويتحدث روحاني عن الاعتذار الأمريكي بينما يزور قائد فيلق القدس الجديد الجنرال إسماعيل قاآني العراق لحل مشكلة اختيار رئيس وزراء جديد بعد الفشل في العثور على شخصية تتوافق عليها الأطراف الشيعية هناك، والتي دبت بينها خلافات، هذا عدا عن مناقشة ملف التصعيد مع أمريكابالعراق. وقد يقول البعض إن زيارة قاآني للعراق سببها مكافحة فايروس كورونا، ولو كان الأمر كذلك لازار قائد فيلق القدسدمشق التي أغلقت مؤخرا حي السيدة زينب أمام الزوار الإيرانيين بسبب الفايروس! خلاصة القول هي أن روحاني لا يناقض نفسه وحسب، بل إنه غارق في الوهم، مثله مثل النظام الإيراني. [email protected]