إن التعويل على وعي المواطنين و«الثقة» في تفهمهم لمنع التجول المفروض في البلاد بسبب فايروس «كورونا المستجد - كوفيد 19» يعتبر المحك الحقيقي لتجاوز الأزمة والحد من انتشار الفايروس. كما أن هذا الوضع «غير الاعتيادي» يتطلب من جميع المواطنين مسؤولية أكبر، إذ وضع فايروس كورونا دول العالم أمام اختبار حقيقي في طريقة التعامل مع الأزمات وانتشار الأوبئة، وهو ما أثبت نجاح وحكمة المملكة العربية السعودية في التعامل مع الأزمات. بل إن المملكة أثبتت في عدد من التجارب التي خاضتها قدرتها الكبيرة على استيعاب التعامل مع الأوبئة والأمراض التي ضربت العالم على مدى سنوات ماضية، وكان آخرها كورونا الجديد الذي يهدد العالم حاليا. وعبر تاريخ تعاملها مع الأمراض والأوبئة فعّلت المملكة عددا من الإجراءات الوقائية والعلاجية لسلامة جميع القادمين لها لغرض الحج أو العمرة وزيارة الأماكن المقدسة، ووضعت عددا من المعايير الصحية لضمان سلامتهم، ومنع انتشار الوباء بين المواقع التي تشهد ازدحاما للمعتمرين والحجاج والزوار. إن المملكة وبوعي من قيادتها الحكيمة تحت ظلّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اتخذت عددا من القرارات الحازمة التي تثبت أن الإنسان يأتي في مقدمة أولوياتها، ومنها قرار منع التجول الذي يدخل يومه الثالث وسط تجاوب ملموس من المواطن والمقيم تعززه قوة الرقابة من رجال الأمن، وهذا يؤكد أن السعودية تضع حماية وسلامة الإنسان سواء المواطنين أو المقيمين قبل النظر لأي منافع اقتصادية أو سياسية، أو أي شأن آخر، وتكون سباقة في خلق التدابير التي تحافظ عليه، ما جعل السعودية محل إشادة منظمة الصحة العالمية، التي أثنت على الإجراءات الإضافية للصحة العامة التي اتخذتها المملكة للتصدي لفايروس كورونا الجديد.