يخيم العزل المنزلي على أجواء العالم، بعدما اعتمدته الشعوب والحكومات تفاديا لتفشي عدوى فايروس كورونا، ما خلق حالة جديدة من التجمع الطوعي للأسرة السعودية والعربية، المعروفة بعاداتها الاجتماعية الوثيقة، والتي لا تقتصر على الزيارات اليومية والأسبوعية للأهل والأقارب، بل تصل حد المكوث أياما وأسابيع في بيت كبير العائلة. ولكسر حدة الفراغ ولملء الوقت بفعاليات مفيدة، يلجأ البعض للحلول الرقمية الافتراضية، كذلك التحدي الذي أطلقه قبل أيام لاعب برشلونة السابق تشافي هيرنانديز على «تويتر» عبر اللعب بلفافة ورق الحمام بدلا من كرة القدم، ليرد عليه زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي بذات الطريقة، ما خلق أجواء من المرح على اللاعبين المعزولين منزليا. وتتعدد أوجه ملء الفراغ، بين الترفيه بشتى صوره، وإطلاق بعض الفعاليات والمسابقات المنزلية، التي تعود بالفائدة على الأسرة التي فرض عليها العزل اتقاء لشر هذا الفايروس، ولأن الحاجة أم الاختراع، فبإمكان الأسرة أن تطلق نسخة منزلية لبرنامج «فاميليز جوت تالنت» لاكتشاف المواهب، تقتصر على أهل البيت الواحد، يشارك فيها الأبناء لإبراز ما يملكونه من مواهب كالغناء والشعر والرسم وألعاب الجمباز والخفة، وغيرها، على غرار البرنامج الشهير «أرابز جوت تالنت»، إذ يمكن للوالدين المشاركة كلجنة حكم فيما يتنافس الأبناء بتقديم مواهبهم في فقرات متوالية، ويمكن أن تستمر المسابقة لأكثر من يوم، ليحصل الفائز في التصفيات النهائية على مكافأة مالية أو عينية، حسبما ترى لجنة الحكم (الأب والأم). كما يمكن تطوير البرنامج عبر «سكايب»، ليشارك في منافساته عدد من الأسر والأقارب، وقد ينتهي باتساع رقعته ويصبح واحدا من أكبر البرامج الجماهيرية على منصات التواصل، ما يضفي أجواء من المرح والتنافسية بين أفراد العائلة، ما يكسر حاجز الملل، ويرفع الروح المعنوية التي تعد أحد أهم عوامل مقاومة ذلك الفايروس العالمي.