تفتح الأرض الطيبة ذراعيها.. لأبنائها دوماً. نخلة تظللهم، وسيوف تحميهم وتقيهم، وملك يؤكد لهم حرصه الشديد على توفير الدواء والغذاء والاحتياجات المعيشية، في أصعب الظروف، مستحضراً نهجه من الإمارة حتى العرش، ومفاخراً بشعبه ذي العزيمة القوية في مواجهة الشدائد، بثبات المؤمن فيهم العامل بالأسباب. ويأتي تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته للمواطنين والمقيمين في السعودية حول مواجهة تداعيات فايروس كورونا، على مواجهة المصاعب بالإيمان بالله، والعمل بالأسباب، وبذل الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته، وتوفير كل أسباب العيش الكريم، مستنداً على صلابة وقوة عزيمة السعوديين، وعلو إحساسهم بالمسؤولية الجماعية، بعد نجاح خطط إجلاء السعوديين من العديد من الدول التي لم تصمد طويلاً أمام كورونا، بدءاً من نقلهم جواً إلى السعودية، وانتهاءً بتوفير فنادق مخصصة لهم بأرقى المستويات، الأمر الذي جعل من التصرف السعودي مضرب مثل للعديد من الشعوب العربية المطالبة بلدانها الوقوف إلى جانبهم كما فعلت المملكة. تعامل حكومة خادم الحرمين الشريفين مع أبنائها في أزمة جائحة كورونا، أظهر اهتماماً بالغاً بعد منحها العديد من السعوديين المخالفين لأنظمة السفر الزائرين لدول يمنع السفر إليها مهلة للإفصاح دون أن تتم معاقبتهم على مخالفة الأنظمة، إضافة إلى تعليق عمل الموظفين السعوديين في القطاعين العام والخاص، وتفعيل العمل عن بعد، وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات، ورفد القطاع الخاص ب 5 مليارات ريال لتخفيف الآثار الاقتصادية لمواجهة كورونا. ولأن للمصاعب رجالها، لم تقف الوقفة السعودية الجادة في وجه كورونا على حدود حماية السعوديين، بل جاوزت ذلك حماية المسلمين بشكل عام، بعد تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً، والدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي ينتشر بها فايروس «كورونا»، في استشعار لدورها الريادي بحماية المسلمين وشعوب العالم من تأثير كورونا، لتقدم السعودية بذلك نموذجاً جديداً من نماذج إدارتها للحشود والأزمات، لتبقى مثالاً يحتذى به بين الأمم.