منذ عقود نحتفل في 8 مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي، الذي أقرته منظمة الأممالمتحدة رسمياً عام 1975، غير أن المنظمة ذاتها رفضت تحديد يوم عالمي للرجال كون مسؤولياتهم تحتمها الطبيعة الكونية، ما دفع دولة «ترينيداد وتوباغو» جنوب البحر الكاريبي للتقدم بمبادرة خجولة عام 1999 لتحديد 19 نوفمبر للاحتفاء بمساهمات الرجال ودورهم الإيجابي في بناء المجتمعات، إضافة لتعزيز ثقافة المساواة أيضاً بين الجنسين، فتبنت أستراليا وأمريكا وكندا الاحتفال، قبل أن ينتقل لعدد من الدول الغربية، بينما لم تسجل الدول العربية أي مظاهر لهذا الاحتفال. ولأن فكرة تحديد يوم عالمي للمرأة ولدت في الأصل بسبب احتجاج النساء على عدم المساواة مع الرجال، ظلت المنظمة الأممية طوال سنوات تختار عناوين تهم المرأة، فأطلقت الاحتفال عام 1976 تحت بعنوان «الاحتفاء بالماضي والتخطيط للمستقبل»، بينما عنونت احتفالها لهذا العام، الذي يحمل رقم 109 ب«العالم المتساوي هو عالم التمكين»، ودعت فيه الجميع للعمل معاً لخلق عالم متساوٍ جندرياً. وأصبح الاحتفاء بالمرأة موعداً سنوياً لإبراز إنجازاتها وتكريس تمكينها، وهو ما شهدته الأعوام القليلة الماضية، إذ تم تمكين النساء بشكل غير مسبوق، تزامن ذلك مع إطلاق ملايين النساء في أكتوبر عام 2017 هاشتاق MeToo لمناهضة العنف والاعتداء الجنسي، وإدانة انتشار هذه الظاهرة على نطاق واسع، وفي عام 2018 وصلت MeToo إلى مستوى عالمي، بانضمام نساء من الهند وفرنسا والصين وكوريا الجنوبية وعدد من الدول العربية إلى المطالبات بالتغيير. وفي الولاياتالمتحدة، انتخب عدد قياسي من النساء في الكونغرس. وشهد العامان الماضيان تمكين المرأة على المستوى العربي في السعودية ولبنان وغيرهما، علاوة على إلغاء قوانين عدة فرضت سابقاً قيوداً على النساء بأشكال مختلفة، ما أتاح لهن حرية الحركة والسفر وإثبات الذات في كافة المجالات، باعتبارهن شقائق الرجال.