بقدر ما نشعر بالحزن على ما يعانيه الشعب الإيراني من متاعب في كل جوانب الحياة، بقدر ما تزداد كراهية كل إنسان، من أي جنس ولون وعرق ودين، لنظام متخلف متعفن الفكر لم يرحم شعبه حتى من الوباء، من أجل إيديولوجيته ومعتقداته الممعنة في الرداءة. لقد تكتم على المرض حتى انتشر، ثم نشره خارج حدوده بالتكتم على الذين زاروا إيران من دول تمنع زيارتها كالمملكة، التي ثبت أن كل الحالات التي سجلت فيها إلى الآن إيرانية المصدر. ومن المفارقات اللافتة أن الصين التي نشأ فيها مرض كورونا وانتشر منها حرصت على إعادة مئات المواطنين الصينيين من إيران، فلماذا الحرص على إعادتهم من بلد موبوء ثانوياً إلى بلد المنشأ الأساسي للوباء؟ السبب أيها السيدات والسادة هو أن الصينيين يريدون تقديم عناية طبية جيدة لمواطنيهم لا تستطيع إيران توفيرها في مرافقها الصحية الرديئة بسبب الإنفاق الشحيح عليها الذي يقل عن تمويل أي فرقة أو خلية خارجية للحرس الثوري المكلف بتصدير الفوضى والتخلف ورجعية الفكر. هل يصدق الجيل الجديد أننا كنا نبتعث طلاباً إلى إيران لدراسة الطب، عندما كانت إيران بلد العلم والثقافة والفن والجمال الإنساني، لكن الآن وبعد أربعين عاماً من ثورة العمائم لا يستطيع نظامها توفير عناية طبية معقولة لأن أولوياته مختلفة، لا تهمه معاناة الشعب طالما مشروع تصدير الثورة ما زال قائما. لقد شكل النظام الإيراني خطراً مستمراً على الأمن والسلم العالمي بنشر الإرهاب في محيطه القريب والبعيد، ومع انتشار فيروس كورونا في إقليمنا عبر حالات ثبت قدومها جميعاً من إيران بسبب تحايلها على دخول وخروج الزائرين لها، يثبت أن النظام الإيراني يفتقد أبسط وأدنى معايير الإنسانية، بل يثبت أنه نظام إجرامي بامتياز، فماذا ينتظر العالم قبل إزاحته؟