ذهب الكثيرون إلى أبعد من الواقع لدرجة أن البعض منهم اتهم القرار السعودي الذي جاء مترئسا كعهد قادة المملكة، إذ يفضلون التأني ودراسة الواقع وتبعات الأحداث التي ألمت وتلم بالعالم سواسية.. أعني بذلك وباء الكورونا الذي انقض على الصحة العالمية دون تمييز أو استئذان فكانت كارثة كورونا.. كارثة بيئية تأكد ذلك من خلال الدراسات العالمية الأخيرة التي أخذت تبسط واقع كورونا وتجسده.. ليستقر في وعي كل إنسان أن قضاء الله سبحانه وتعالى أكبر من أن يقف في وجهه أي جهد بشري.. وفي اليومين الأخيرين ارتفعت نسبة الإصابة بالمرض ارتفاعا مخيفا وغير مسبوق.. مما شغل القاصي والداني.. وسبحان الله لقد كان من نصيب الصينيين والكوريين أنهم أصبحوا مكانا للتندر والسخرية من الآخرين.. متهمين إياهم بأنهم يحملون نواة هذا الفايروس القاتل ونقلوه إلى الأوطان التي يعملون بها أو يزورونها. قرار المملكة الصائب: ولقد أحسن المسؤولون في المملكة صنعا.. إذ لم يبادروا إلى اتخاذ القرار إلا بعد أن تأكد لديهم واستقرت القناعة في وعيهم بأن تجمع الحشود في مكةالمكرمة وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. التي بلغت حدا فوق التقدير.. ولم تعد العمرة ولا الزيارة موسما وإنما أصبحت بما أكسبها الاستمرارية على مدار السنة وفي كثافة عددية ملحوظة لا تخفى على الناظرين.. جاء قرار المملكة بإيقاف العمرة والزيارة لأجل غير مسمى اتباعا للعرف العالمي درهم وقاية خير من قنطار علاج.. وكما قال سيدنا عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه) الفرار من قدر الله إلى قدر الله.. وحرصا من الدولة على أن تعمل جاهدة على صيانة وسلامة ضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين على حد سواء. المملكة وخلوها من الإصابة: في مؤتمر صحفي عقده الوزير النشط المتميز الدكتور توفيق الربيعة.. الذي التقى المسؤولين في الإعلام.. وأكد لهم أن التدابير الوقائية تسير على أكمل وجه.. هذا فضل من الله وتوفيق يحسب لمعالي وزير الصحة وفريق عمله.. ولوعي المواطنين الذين يحترمون فضل الله عليهم وجوارهم لأرض القداسات ومهبط الوحي ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. الأزهر وتضامنه مع المملكة: لقد أثنى الأزهر الشريف على قرار المملكة واعتبره يتمتع بقدر كبير من الصواب الذي جاءت في صميمه الرغبة في حماية المعتمرين والزوار.. وخشية التلوث البيئي وانتشار العدوى من خلال تجمعات الحشود.. وأكد الأزهر في بيان له أن الإسلام حث على دفع الضرر وأمر باتخاذ كافة التدابير والاحتياطات لمنع انتشار الأمراض والأوبئة.. وأن موقف المملكة العربية السعودية جائز ومشروع ومأجور.. بل هو واجب شرعًا لحفظ النفس الذي هو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية الذي تدور حوله الأحكام الجزئية والفرعية حمايةً للناس وللمجتمعات. رحم الله الراحمين.. وكان الله في عون الرعاة ووقى بلاد الحرمين والبشرية من الكوارث ومن انتشار الأوبئة وقانا الله ووقاهم.. ووفق المسؤولين لأخذ اليقظة والحرص وتقدير الأمانة الملقاة على عاتقهم من خلال مسؤولية صيانة الصحة العامة وصحة الحشود.. وهي ثقافة تميز فيها المسؤولون في السعودية. بارك الله في كل جهد مخلص ووقانا الله شر هذا الوباء وأعان كل مسؤول على بذل الجهود المخلصة للوقوف في وجه انتشار هذا الوباء.. الذي شغل العالم بأثره ولا جديد يبعث الطمأنينة (حتى الآن)، بل أخذت حالات التفشي وحالات الوفيات تنتشر بشكل مخيف.. وحسبي الله ونعم الوكيل. * كاتب سعودي [email protected]