أطلت آثار فايروس كورونا المستجد برأسها على الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في فرنسا، إذ اتخذت السلطات هناك حزمة تدابير سواء لمكافحته أو للحد من انتشاره، فيما طالت التدابير الاحترازية الحياة العامة للشعب، بإلغاء الأمسيات الثقافية والاحتفالات وإغلاق المتاحف، إذ تم إغلاق متحف اللوفر (الأحد) أمام تخوف منسوبيه من التقاط العدوى، غير أن إلغاء معرض باريس للكتاب المنتظر عقده بين 20-23 مارس الجاري أدى إلى غضب شعبي كبير. كما طال المنع والتقليص أيام المعرض الفلاحي المقام في باريس، إذ أغلق أبوابه قبل يوم من اختتامه، فيما أجلت البلدية نصف ماراثون باريس إلى أجل غير مسمى، لاسيما أن بعض مناطق فرنسا، الموطن الأوروبي الثاني للفايروس بعد إيطاليا، شهدت ارتفاع الإصابات إلى 130 حالة حتى الآن. بدوره صرح رئيس معرض الكتاب رئيس اتحاد الناشرين الفرنسيين فانسون مونتان في بيان أمس قائلا: «في أعقاب قرار الحكومة بحظر التجمعات التي تضم أكثر من 5000 شخص في الأماكن الضيقة، اتخذنا قرارا بإلغاء دورة معرض باريس للكتاب 2020 مع الأسف».. وأضاف: «يُلزمنا شعورنا بالمسؤولية بعدم المجازفة بصحة أولئك الذين يساهمون في نجاح معرض باريس للكتاب، سواء كانوا ناشرين أو عارضين أو مؤلفين ومتحدثين وشركاء من أكثر من 50 دولة، وبالطبع جمهور المعرض الذي يتجاوز سنويا 160 ألف زائر». اللافت أن حالة ذعر شديدة تنتاب أوساط الشعب الفرنسي، وقد غذت هذا الشعور الآلة الإعلامية الفرنسية، التي تؤثر بشكل كبير في الرأي العام. فيما اعتبر مهتمون إلغاء هذه التظاهرات الثقافية بأنه بمثابة جعل فرنسا بلدا ميتا بلا حياة، خصوصا أن إلغاء معرض الكتاب سيؤثر سلبا على واقع قطاع النشر الفرنسي الذي يعاني أزمة مالية شديدة منذ سنوات.