عندما بدأ فيروس كورونا الجديد في التفشي مع عام 2019 ضج العالم، أمام هذه الفيروسات التي لا يوجد لها لقاح حتى الآن. تبدأ الأعراض من الجهاز التنفسي، يصاحبها أحيانا زكام خفيف، لكن المشكلة العويصة أن هذه الفيروسات تستوطن الجهاز التنفسي الحساس، الذي ربما لا يقاوم فيؤدي بصاحبه إلى الموت. كورونا فيروسات لها تاريخ مثل عدو مارق تحاول الانتصار عليه، فتبحث عن تاريخه، واستراتيجيته، وحتى داعميه لتجد أن عمره تجاوز الستين عاما، وهو يظهر ثم يختفي، مرة على استحياء، ومرة يصاحبه الضجيج عندما تستفحل العدوى في مكان مهم من العالم، اقتصاديا أو سياسيا. تاريخ البشرية مع الأوبئة حكايات تروى، وروايات تُقص. كما أن كثيرا من المجتمعات القديمة كانت تؤرخ سنواتها بالأوبئة، فهناك سنة الطاعون، وسنة السخونة، وسنة الجدري، وسنة الحصبة. وعلى الرغم من تصدي الإنسان، على مر الزمن، لهذه الأوبئة باللقاحات، إلاّ أن الفيروسات تأخذ أشكالا كثيرة سواء في شكلها المجهري، أو مسبباتها.. ولعل فيروس كورونا (التاج بالإسبانية) جاء اسمه من شكله، تحت المجهر، الشبيه بالتاج. فيروس كورونا (التاج) ليس بجديد ولكنه يتجدد مع مسبباته، سواء من طيور أو حيوانات. وأنا أتابع هذه الأيام أخبار كورونا خطر في بالي نهاية رواية الطاعون لكامو والتي لن أنساها ما حييت تقول النهاية:«إن قصيمة الطاعون لا تموت ولا تختفي، وإنها تستطيع أن تظل عشرات السنوات نائمة في الأثاث والملابس، وإنها تترقب بصبر في الغرف والأقبية والمحافل والمناديل والأوراق التي لاحاجة لها، وإن يوما قد يأتي يوقظ فيه الطاعون جرذانه، مصيبة ودرسا لهم، ويرسلها تموت في مدينة سعيدة». * كاتبة سعودية [email protected]