بقيادة الاقتصادي العالمي السعودي الأستاذ الدكتور بندر حجار رئيس مجلس رؤساء بنوك التنمية العالمية بما فيها البنك الدولي. احتفل البنك الإسلامي للتنمية الأسبوع الماضي وللمرة الثانية باليوم العالمي للتعليم في مبادرة لم يسبقه أحد بها، وهي الاحتفالية الأهم عالميا لأن التعليم هو أساس التنمية وأساس الاقتصاد وهو الأهم في محاربة البطالة والفقر وهو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المعني بالتعليم والمتمثل في توفير التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع. والتعليم في المملكة العربية السعودية يعتبر أحد أهم أهداف التنمية وقد خصصت له ميزانية الدولة الأخيرة وفي جميع السنوات كانت أكبر الأرصدة مخصصة للتعليم والصحة، ويؤكد الدكتور بندر حجار في كلمته في الاحتفالية باليوم العالمي للتعليم أنه على المستوى العالمي هناك (258) مليون طفل وشاب خارج المدارس في جميع أنحاء العالم، ثلثاهم في الدول الإسلامية الأعضاء في البنك الإسلامي، وحسب الإحصائيات أن من بين هؤلاء الأطفال 39% سيذهبون إلى المدرسة في وقت متأخر، و20% سيتخرجون منها و41% لن يذهبوا إلى المدارس، وهناك (617) مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يقل معدل اتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس ما يقارب 4 ملايين نسمة، ومع دخول العالم مرحلة جديدة من التطور تسمى الثورة الصناعية الرابعة أي عالم الربوتات والبيانات الضخمة والتكنولوجيا الرقمية والإنترنت هناك وظائف سوف تختفي وأخرى أكثر مهنية وفنية ستظهر. ومع بداية الثورة الصناعية الرابعة استطاع معالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية أن يحرك بوصلة مشاريع البنك الإسلامي للتنمية إلى التعليم ونشر المدارس التعليمية، حيث موّل البنك الإسلامي للتنمية أكثر من (2000) مشروع في مجال التعليم بالدول الأعضاء والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء بتكلفة تقدر بأكثر من 5 مليارات دولار أمريكي في (136) دولة لبناء (1122) مدرسة ومؤسسة تعليمية في الدول غير الأعضاء. وقدم البنك (17) ألف منحة تعليمية في (110) دول حول العالم بمجموع مساهمات (204) ملايين دولار، وفي هذا الإطار أسهمت التدابير الإستراتيجية لتعزيز البرنامج إلى زيادة عدد المنح الدراسية من (380) منحة في 2018م إلى (1200) منحة في 2019م وتلقى البنك في عام 2019م وحده 187,000 طلب من (192) دولة حول العالم. كما خصص البنك أكثر من (300) مليون دولار في إطار برنامج التعليم الثنائي باللغتين العربية والفرنسية في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء، ويقدر عدد المنتفعين من هذه المشروعات بنحو (57) مليون طالب وطالبة في مراحل التعليم الأساسي، ويواصل البنك دعم التعليم الثنائي اللغة من خلال برنامج تبادل المعارف والخبرات بين الدول الأعضاء (Reverse Linkage). وإلى جانب المشاريع التي يقوم البنك من خلالها بدعم إنشاء المدارس والجامعات ومعاهد التدريب المهني وتطوير المناهج وبناء القدرات التعليمية ورفع جودة مخرجات التعليم. يضاف أيضا برنامج إعادة الأطفال إلى المدارس الذي يتولى تنفيذه صندوق التضامن الإسلامي للتنمية لأجل مساعدة أكثر الدول حاجة لحل مشكلة الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة والذي يستهدف إعادة 28 مليون طفل إلى المدارس بحلول عام 2030، بالإضافة إلى دعم مشاريع التعليم للاجئين في مناطق الصراع كما في سوريا وبورما. إنجازات كبيرة تحققت في فترة وجيزة من تولي الأكاديمي الاقتصادي الدكتور بندر حجار رئيس البنك الإسلامي للتنمية، وهي فخر للمملكة وللعالم الإسلامي، وإذا جاز لي الاقتراح فإنني أتقدم بتسمية البنك الإسلامي للتنمية للحصول على جائزة الملك فيصل في مجال نشر التعليم لأن النجاح في تخصيص مبلغ خمسة مليارات دولار لدعم إنشاء (2000) مؤسسة تعليمية في العالم جدير بالتكريم والحصول على الجائزة. * كاتب اقتصادي سعودي [email protected]