الدنيا بلا عطاء تتحول إلى النهاية والفناء، ومن تأمل في واقعنا وجد أن كل من قدّم خدمات إنسانية واجتماعية فهو حي يرزق ولو كان قد رحل منذ سنوات، ما دامت أعماله الخيرية على قيد الحياة وتصل إلى مستحقيها.. وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم يُنتفع به وولد صالح يدعو له). واختارت جمعية البر بجدة هذا النهج الإنساني الذي يسعى على الدوام لإنقاذ الإنسان وخدمة المجتمع والوطن، فالزيادة في أعداد المصابين بمرض الفشل الكلوي من المحتاجين دفعت الجمعية إلى خدمتهم ومساعدتهم صحياً ونفسيا، ومن هذا المنطلق أُنشئ مركزان لغسل الكلى؛ هما: مركز هشام عطار ومركز عبدالكريم بكر، فالأول انطلق في 1437، ويعد أكبر مركز خيري في محافظة جدة وهو امتداد لمسيرة عطاء الجمعية في خدمة مرضى الفشل الكلوي المزمن منذ 1414ه. ويستفيد منه المئات من المرضى، وكذلك هو الحال في مركز عبدالكريم بكر الذي يستقبل المرضى عن طريق جمعية البر والجمعيات الخيرية الأخرى، ويعمل القائمون عليه طوال أيام الأسبوع حتى يلبي حاجة المستفيدين. وأشرف فريق مختص من المستشارين والأطباء على مراكز الجمعية والتي تحوي 70 جهازاً لغسل الكلى، أجرت أكثر من نصف مليون جلسة غسيل على مدى السنوات الماضية بمعدل 43 ألف جلسة غسيل سنوياً، حتى نالت ثقة المستفيدين وباتت أحد المقاصد الخدمية الخيرية للمهتمين بشأن أمراض الكلى والراغبين في العلاج لمن يعانون من الفشل الكلوي، حيث تستقبل مراكزها سنوياً المئات من المرضى، وقد بلغ إجمالي المبالغ التي صُرفت في الرعاية الصحية 309,244,417 ريالاً، وحصلت المراكز نظير ذلك على العديد من الجوائز أبرزها شهادة الأيزو العالمية كونها مطابقة للمواصفات وتوفر أعلى معايير خدمات الرعاية والعلاج للمستفيدين. وتتطلع جمعية البر خلال عام 2020 إلى زيادة عدد المستفيدين و استيعاب المرضى من أجل تقديم الخدمة الأفضل لهم ولجميع الراغبين في العلاج والاستفادة من خدماتها المتنوعة، فالجمعية تتعاون مع عدد من الجهات المتخصصة في غسل الكلى لأجل تبادل الخبرات والكوادر بما يضمن رقي خدماتها ورضا المستفيدين.