قد يكون التجميل والجمال متلازمين لدى الكثيرين، لكن من يتعمق في الأمر يكتشف أنهما متنافران وربما ضدان، قد يستغرب الكثير لماذا ذلك، خصوصا أنهما مكملان لبعضهما في إظهار الوجه الحسن للإنسان من الجنسين، وجاء رأيي هذا من أن عمليات التجميل لا تنفذ إلا بتقنيات جراحية طبية في إزالة التجاعيد والتشققات وغيرها بطريقة وحشية وربما تمتهن آدمية الإنسان، الذي وضعه قدره تحت أشعة ذلك المعرف الذي نصب نفسه دكتورا على هؤلاء الضحايا من المستسلمين للتجمل والتزين للحصول على جسد رشيق أو أنف صغير أو شعر كثيف أو بشرة أكثر شباباً. ويرضخ المترددون على تلك العيادات للتخدير دون علمهم بالمخاطر والسلبيّات التي قد تتسبب في كوارث قد تصل إلى حد التشويه والإعاقة الجسدية بسبب التخدير الكُلي والدخول في غيبوبة مؤقتة أو دائمة أو الإصابة بجلطات الدم وقد ينتهي الأمر بالوفاة. وكلنا نعلم أن التجميل سلاح ذو حدين لما يحمله من مخاطر وأضرار على المستويات المادية والصحية والنفسية تكلفتها باهظة، ورداءه في العمل الصحي، في ظل ضعف الرقابة على تلك العيادات من قبل الجهات المختصة. من ينقذنا من هؤلاء المتسلطين باسم المعامل والعيادات التجميلية؟ إن الشعور بالألم بعد كل عملية حقن لا تساويه أي تعويضات مالية أو غيرها وهي تستمر ربما لأشهر بعد الانتهاء من العملية التجميلية، وكل تلك الآلام تتضاعف بعد عمليات البوتوكس والفيلر وغيرها بعد تكرارها للحصول على وجوه جميلة. وأرجو من الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة الصحة مراقبة تلك العيادات ومعرفة مدى التزامها بالمعايير والاشتراطات المطلوبة ومحاسبة المتسببين في تشوية المترددين عليها.