زوجتي الحبيبة ورفيقة دربي الغالية فوزية بنت عبدالله عوض آل بركات الغامدي ألم تعلمي يا فوز أني معذب بحبكم والحين للمرء يجلب وقد كنت أبكيكم بيثرب مرة وكانت منى نفسي من الأرض يثرب أم محمد ها قد بلغنا المشيب سويا، وبعد أسابيع قليلة سيبلغ زواجنا 40 عاما وحبنا أتم 45 عاما، منذ قدومك كابنة حضرية من حي الوزارات بالرياض إلى مشارف قريتنا الصغيرة، جبرا لقروي يتيم أحبك قبل أن يراك، وتذكر تعليمه لك دروس الأول ابتدائي، عندما أحضرتِ كتبك من الرياض ثم غبت عنه تسع سنوات، تغير كل شيء فيك، حتى إذا حانت الفرصة ثم رأيتك من جديد، وقد أصبحت محط النظر وزينة الأرض، أتم الله خطوبتنا وعشنا حبيبين خمس سنوات، كما عاش جميل وبثينة أو الأحنف مع فوز، وكنت حفظت مطلع قصيدته لتشابه تدليلي اسمك بحبيبته فوز، وهي ما استهللت به هذا الاعتذار، لكِ مهجة الفؤاد وسرور النفس، وأقدم اعتذاري إليك اليوم، وأقول سامحيني أيتها الجميلة العظيمة، وقد اعتلاك أمراض قد أكون سببها بعد قضاء الله وقدره، بسبب ما صنعت بكِ، فما كان لمثلي معك أن يؤذيك في سن مبكرة، وتفرغ تام منك لراحتي وتربية أبنائي أن أؤذيك بزواج أو غياب وسفر وترحال، وبعدٍ وصدود وأنتِ كنت الحبيبة المتبعلة المقدرة القادرة، اهتممتِ فعلّمت أبناءنا وسهرت وربيت، كما يجب، فهاهم أمامك جامعيون بفضل الله ثم بحسن صنيعك، كنت العظيمة، أعتذر إليكِ ابنة الأكرمين عن كل جرح سببته إليكِ، وكل عذاب ألحقته بكِ، اعتذر إليكِ عن كل غياب غبته عنكِ، كنت ومازلت الزوجة الوفية التقية النقية، أشهد الله وملائكته وخلقه أن أقل ما يجب عليّ تجاهك أن أقول: إني راضٍ تمام الرضى عنكِ، وأسأل من بيده الجنة والنار أن تكوني رفيقتي في أعالي الجنان، وأن يتجاوز عنك في أقل من مثقال الذرة من ذنوبك.. أو يحملني إياها رب العباد حتى أكفر عن خطئي تجاهك.