بقلوب يعتصرها الألم، ونفوس راضية بقضاء الله وقدره، تلقيت ببالغ الأسى والحزن أخيرا نبأ وفاة المربي الفاضل الدكتور حسين بن عبدالله بانبيلة، الذي كان وكيلاً لثانوية مكة ردحاً من الزمن، وكان مثالاً عالياً لحسن الخلق وحب الخير، وموافاة الناس في أفراحهم وأتراحهم، ورزقه الله حب الجميع، وإذا أحب الله عبداً وضع حبه في قلوب عباده، وقد كان مكافحاً في طلب العلم حتى نال درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى، ومولعاً بحب التراث الإسلامي، فقد ألّف العديد من الكتب، منها ابن خلدون وتراثه التربوي، والغزو الثقافي والأجنبي للأمة العربية ماضيه وحاضره، ومظاهر الحضارة الإسلامية، ودراسات في التربية الإسلامية. وقد كان على قدر كبير من الإخلاص، والتواضع، والإيثار، والورع، والكرم، وعفة النفس، والخلق الرفيع، وحب الوطن. اللهم اغفر له وارحمه رحمة واسعة، وانظر إليه برحمتك وكرمك، وأسكنه فسيح جناتك، وألهم أبناءه الأساتذة محمد وزهير وعماد ونزار وعواطف الصبر والسلوان.