من الواضح أن النظام التركي الأردوغاني يعيش في كينونة أخرى؛ وفي عالم افتراضي؛ لا يمت إلى الحقيقة بصلة؛ ويبني سياسته على ضرب مصالح الأمة الإسلامية؛ وتعريض أمن العالم الإسلامي للخطر؛ وتشتيت الأمة؛ ودق إسفين في العمل الإسلامي المشترك. وقد كشفت قمة ماليزيا التآمرية عن فشل الإخواني أردوغان في تحقيق أحد أحلامه السياسية منذ اعتلائه السلطة بأن يكون زعيما معترفا به للعالم الإسلامي؛ إذ فشلت قمة العجز والغدر السياسي في تحقيق أهدافها المشبوهة؛ وانقلب المتآمرون على الأمة الإسلامية على أعقابهم ينكصون. لقد برهن أردوغان بأنه عراب تدمير الأمة والخنجر الذي يطعن به العالم الإسلامي، إذ عكست قمة الضرار الوجه الحقيقي للنظام التركي الإرهابي الداعم لولاية الفقيه والفكر الإخواني والفكر الظلامي الطائفي؛ الذي يُؤْمِن فقط بنفسه ويعيش حالة من الخيال والمراهقة السياسية التي جعلت من أنقرة تعيش في دائرة مغلقة ولا تؤمن بالآخر وهي وصلت إلى مرحلة الشيخوخة والعجز السياسي. لقد أجبر فشل قمة كوالالمبور أردوغان على تغطية سوءاته بالهجوم وافتراء الأكاذيب وتوزيع الاتهامات الخرقاء وبث سمومه ودجله في أوساط قمة التآمر والغدر التي عقدت في ماليزيا والتي مني فيها أردوغان بتبديد أحلامه العثمانية الطامحة لقيادة العالم الإسلامي إذ عول أردوغان على قمة الغدر كثيرا لتحقيق مطامعه في الزعامة عبر تأسيس محور إسلامي مكون من قطر وإيران وماليزيا؛ ضد العالم الإسلامي الذي اتحد واصطف وراء منظمة التعاون الإسلامي التي تعتبر المرجعية لأي اجتماع إسلامي ورفض أن يغرد خارج سرب المنظومة الإسلامية. لقد طاردت منظمي «قمة الغدر وطعن الأمة الإسلامية» الخيبة والذل والهوان والفشل؛ مُحوّلة هذا التآمر من فكرة لجمع قادة العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه إلى مجرد طاولة لا تتسع لأكثر من 4 «زعماء» يقودون دولاً يُعدّ التخبط السياسي والأزمات الاقتصادية والعزلة الدولية والتآمر والإرهاب القاسم المشترك بينها. لقد رفض قادة الدول الإسلامية دعوات قمة الغدر؛ وشارك في القمة 4 متآمرين على العالم الإسلامي التي هندسها الإخواني أردوغان لضرب الأمة الإسلامية وتقطيع أوصال الجسد الإسلامي. قمة الغدر بدأت بخطابات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع وسرعان ما فارقت الحياة قبل أن ترى النور بسبب أهدافها الغامضة والمشبوهة التآمرية والرفض الواسع الذي منيت به فكرتها من قبل مراكز الثقل الإسلامي الكبرى وجميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إذ أحدثت موجة من الامتعاض في العالم الإسلامي من القمة المشبوهة، بعد انكشاف غاياتها التآمرية لخلق كيان جديد من شأنه أن يفاقم حالة التشرذم الإسلامي ويقفز على الدور المنوط بمنظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها عام 1969. كما برزت تحذيرات تجاه المساعي الهادفة لإضعاف منظمة التعاون الإسلامي التي تمثل الجسد الإسلامي العالمي بجمعها 57 دولة تحت مظلتها، إذ شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، على أن «الدعوة لعقد أي لقاءات أو قمم إسلامية خارج المنظمة تشكل حادثة غير مسبوقة»، موضحاً أن عقد مثل هذه اللقاءات خارج إطار المنظمة سيضعف من قوة التصويت لدى العالم الإسلامي أمام المجتمع الدولي. من أسباب الرفض الواسع للقمة إلى كون الأطراف التي تقف وراءها متورطة في زعزعة الاستقرار وخلق البلبلة في بلدان إسلامية عدة، من سوريا إلى اليمن والعراق وليبيا، ما يصعّب على القمة الخروج بموقف إسلامي موحد تجاه قضايا تعد هذه الدول من الأطراف الرئيسية فيها. إن إضعاف منظمة التعاون الإسلامي ليس من مصلحة العالم الإسلامي ودوله وسياسة المحاور تجاه المنظمة لن تنتج إلا تشرذم الأمة، وعلى أردوغان الذي يعد العقل المدبر لقمة الغدر أن يعي أنه فشل فشلا ذريعا لخلق كيان جديد يقدمه للعالم كزعيم إسلامي. إنها «قمة الضرار»، و«قمة الشقاق والفتنة». إنه نظام أردوغان والعجز السياسي، والاستدارة للخلف، إنها المراهقة والصبيانية في مرحلة الشيخوخة. هكذا هو نظام أردوغان يتراجع، يتقهقر ويعيش في حالة تخبط بلا بوصلة، يقتات على الأزمات ويخترق سيادة الدول؛ ويعرض أمن المنطقة للخطر، العالم كان على موعد هام؛ ليعرف حقيقة نظام أردوغان الأرعن. في قمة التآمر والغدر السياسي، الخطيئة الكبرى تتجلى، أردوغان ومرتزقته، خابوا وخسروا.