الصورة النمطية لمعايشتنا لمرضى السكري في المجتمع جعلت هذا المرض في تصور البعض «هاجسا مخيفا» وكأنه بلا حلول، ويصنف ضمن الأمراض المزمنة التي يبقى سر خطورتها في ديمومتها. محاولة إعادة صياغة مفهومنا الاجتماعي تجاه هذا المرض تبدأ بالاعتراف به كخطوة أولى، ومساعدة المريض على ذلك من خلال تقليل أسباب الرفض، الناتجة عن الصورة النمطية بسبب مضاعفات المرض أكثر من المرض نفسه. إن وضع خطة وإستراتيجية علاج للمريض ووجود توعية عميقة تضمن التعايش مع المرض ومنع مضاعفاته. وليكن محور القول هنا: ما هو هدف زيارة الطبيب، وما هي إستراتيجية التحكم في المرض؟. صحيح أن السكري مرض مزمن لا شفاء له، لكن يمكن التحكم فيه، وهذا هو الهدف الأساسي، فضبط معاييره وخصوصا السكر التراكمي بحيث لا يتجاوز 7 يمنع المضاعفات بشكل كبير، علاوة على أن التحكم فيه مرهون بنمط صحي للحياة، من خلال أكل متوازن يضمن الحفاظ على الوزن المثالي وممارسة الرياضة وتناول الأدوية بشكل منتظم والالتزام بالمتابعة الطبية. الهدف الإستراتيجي الثاني يتمثل في منع المضاعفات، من خلال متابعة شبكية العين، عن طريق فحص سنوي عبر طبيب العيون أو طبيب الأسرة، وكذلك مرض الكلى، ويكون حمايتها بالحفاظ على معايير السكري أو داء «الحلو» كما يسميه البعض والفحص المخبري للكلى سنويا، وأخيرا لتفصيلها وأهميتها معالجة عوامل الخطورة لأمراض القلب. ولتحقيق إستراتيجية العلاج الصحيحة تتطلب الحفاظ على العوامل ال6 التي تعطي مؤشرا للنمط السلوكي الصحي، أولها وثانيها وثالثها «السكري والضغط والكولسترول» لتكون وفق معايير التحكم بالعلاج الدوائي واللا دوائي، ورابعها الوزن، ليكون معدل الكتلة وفق المعيار الصحي من 19 إلى 25، وخامسها هو «قلة الحركة» التي تتطلب نشاطا رياضيا 150 دقيقة أسبوعيا، إما 30 دقيقة كل خمسة أيام، أو ساعة كل ثلاثة أيام أسبوعيا، وأخيرا عامل «التدخين». يتبقى بعض الأشياء متباينة الأهمية، حسب المريض مثل العلاج الجماعي وزيارة أخصائي التغذية والجوانب النفسية والدعم الاقتصادي والاجتماعي، لذلك على مريض السكري أن يعرف إستراتيجية وأهداف وخطة علاجه، وأن يزور طبيب الأسرة ليبقى في إطار الخطة السهلة الممتنعة ليتم تحقيقها، وتصبح طريقة حياة سهلة له ولمن حوله. * استشاري طب الأسرة