حين تقترن الدبلوماسية بالإنسانية يكون وقعها أفضل والنتائج الى أحسن مستوى. وفي اعتقادي أن السفير السعودي في لبنان وليد بخاري هو واحد من النماذج التي تقرن الدبلوماسية بالعمل الإنساني، لتحقيق مصالح بلاده، لا سيما أنه يعمل في لبنان ذي التركيبة الخاصة والفريدة في الوقت ذاته. لم يعد منتظرا من السفير أن يجلس في مكانه، وينتظر تلقي التقارير، بل يكون بعلاقاته وخبراته بمثابة «ترمومتر حساس» يستشعر المستقبل في البلد الذى يعمل به من أجل الوصول إلى القرار الصحيح. ومن هذا المنطلق جاء القرار بإجلاء السعوديين حفاظا على سلامتهم من لبنان في الوقت الراهن، على أن يعودوا بعدما تتحسن الأوضاع كما حدث وعادوا في مارس الماضي. وكان تنسيق السفير وليد بخاري على أعلى مستوى مع الجهات المعنية وشركات الطيران حتى يتم الإجلاء خلال ساعات قليلة. ومنذ تولي بخاري مسؤولياته وهو يسعى لتعزيز علاقات البلدين من خلال الفعاليات الثقافية والفنية، ومنها دعوة وفد لبناني رفيع المستوى «سياسي، فني، ثقافي» للمشاركة في مهرجان شتاء طنطورة العام الماضي، وكذلك إقامة معرض الذاكرة الدبلوماسية السعودية اللبنانية، من أجل التعريف بجذور علاقات البلدين وما تقدمه المملكة من دعم حقيقي للبنان عندما تتضح حقيقة مواقف الآخرين. ولم يكن مستغربا أن يتساءل السفير وليد بخاري الذى صبغ جهده الدبلوماسي بلمسة إنسانية صرفة عن قيمة أن نكون أحياء بلا إنسانية في مؤتمر للمساعدات الإنسانية بلبنان، مؤكدا أنها أهم نقاط الالتقاء بين الأديان السماوية، وأنها أحد السيوف الحادة في اقتلاع بذور الإرهاب. كما كان وليد بخاري أول سفير عربي يزور عرسال ويتفقد تقديم المساعدات الإنسانية السعودية إلى اللاجئين. وإذا كان التحدي كبيرا بكل تأكيد، فإن قادم وليد بخاري أفضل في خدمة علاقات البلدين.