كشفت هيئة تقويم التعليم والتدريب، نتائج الاختبارات الوطنية المتعلقة بأداء الطلاب والطالبات في الصف الرابع الابتدائي والثاني المتوسط في مادتي الرياضيات والعلوم، حيث تهدف الاختبارات الوطنية إلى تزويد المعنيين بالتعليم بمقياس صادق وعادل لنواتج التعلم والتحصيل الدراسي للطلبة في المواد الأساسية، وتشخيص نقاط القوة لتحسينها ونقاط الضعف؛ تمهيداً لعلاجها، إضافة إلى تقديم توصيات لراسمي السياسة التعليمية، وقادة المدارس، والمعلمين، وأولياء الأمور. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم (الاثنين)، في مقر المركز الوطني للقياس بالرياض. واختارت الهيئة الصفين الرابع الابتدائي والثاني المتوسط أسوة بالدراسات الدولية، وذلك لأن طلاب الصف الرابع أكثر قدرة على قراءة مواد الاختبار وتعليماتها وفهمها مقارنة بالطلاب في الصفوف الدنيا، كما أن اختبارات الصف الثاني المتوسط تقيس معارف الطلاب ومهاراتهم المتراكمة من المراحل السابقة، واستعدادهم للمرحلة الثانوية. وأوضحت الهيئة أن عدد المشاركين في الاختبارات الوطنية التي طُبقت عام 2018 بلغ 27984 طالباً وطالبة في الصف الرابع من 965 مدرسة ابتدائية، وأجاب عن الاستبانات 24120 من أولياء أمورهم، و2737 معلماً ومعلمة، و807 قائدي وقائدات مدارس ابتدائية، أما في الصف الثاني المتوسط فجمعت البيانات من 30157 طالباً وطالبة في 939 مدرسة متوسطة، وأجاب عن الاستبانات 25007 من أولياء أمورهم، و2798 معلماً ومعلمة، و780 قائد وقائدة مدرسة متوسطة، وكان عدد أعضاء الفرق واللجان المشاركة في البرنامج 462 عضواً من الجنسين، ووصل عدد الفرق الميدانية إلى 57 فريقاً. وحول ملخص النتائج، كشفت الهيئة أن الطالبات حققن تفوقاً في كل من الرياضيات والعلوم، وكان فرق الأداء في العلوم أكبر منه في الرياضيات لكلا الصفين (الرابع الابتدائي والثاني المتوسط)، مع تدني الأداء بشكل عام للطلاب والطالبات. وفي ما يتعلق بأداء طلاب وطالبات الصف الرابع، فقد حققت 52% من طالبات الصف الرابع معيار الحد الأدنى من الإتقان مقارنة ب47% من الطلاب في مادة الرياضيات، بينما في العلوم استوفت 44% من الطالبات معيار الحد الأدنى من الإتقان مقارنة ب30% من الطلاب. أما في الصف الثاني المتوسط، فقد حققت 46% من الطالبات معيار الحد الأدنى من الإتقان في مادة الرياضيات مقارنة ب39% من الطلاب، أما في العلوم فقد استوفت 46% من الطالبات معيار الحد الأدنى من الإتقان مقارنة ب30% من الطلاب. وعن بعض العوامل التي تتعلق بالتعليم والتعلم، فيشير تقرير الاختبارات الوطنية 2018، إلى العلاقة الإيجابية بين التحاق الطلبة بالروضة أو التمهيدي ومستوى تحصيلهم في الصف الرابع الابتدائي، كما لوحظ تدني أداء الطلاب الذين أعادوا سنة دراسية مقارنة بأداء أقرانهم الذين لم يعيدوا أي سنة دراسية، إضافة إلى وجود علاقة سلبية بين الغياب والتأخر عن الحضور للمدرسة وبين مستوى التحصيل الدراسي، وأن زيادة عدد مرات الغياب والتأخر لها تأثير سلبي على مستوى تحصيل الطلبة. وأخيراً استقصت الاستبانات المرافقة للاختبارات الوطنية مدى انتشار بعض السلوكيات بين الطلاب والطالبات ورصدت (ضعف الاهتمام بالقراءة، كثرة الغياب، انتشار التأخر الصباحي، ووجود التنمر)، وقدمت هيئة تقويم التعليم والتدريب في نهاية التقرير عدداً من التوصيات لراسمي السياسة التعليمية، والمعلمين والمعلمات، وقائدي المدارس، وأولياء الأمور. يذكر أن هيئة تقويم التعليم والتدريب تنفذ الاختبارات بشكل دوري بالتنسيق مع وزارة التعليم، وذلك استناداً إلى قرار مجلس الوزراء المعني بتنظيم الهيئة، إذ كان من أبرز مهمات الهيئة توفير مقاييس ذات مؤشرات صادقة وعادلة حول أداء الطلبة ومستوى معارفهم ومهاراتهم، وسعياً لتحقيق ذلك جاء برنامج الاختبارات الوطنية، وبأهداف متوازنة وطموحة ومتوائمة مع أهداف رؤية المملكة 2030، وتجري الترتيبات حالياً مع وزارة التعليم لتطبيق الاختبارات الوطنية لهذا العام 2019.