اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالنقاش بعد انتشار خبر «ضريبة التبغ»، وما إن كانت على وشك أن تهدأ حتى تبعها انتشار خبر تصريح وزارة الشؤون البلدية والقروية لجميع المطاعم والمقاهي ببيع منتجات التبغ، وانقسم المناقشون إلى ثلاث فئات؛ الأولى وهم المدخنون الذين أسعدهم التصريح للمقاهي والمطاعم ولكن سعادتهم لم تكتمل بضريبة التبغ التي نكدت عليهم (سامح الله من كان السبب في التنكيد عليهم)، والفئة الثانية غير المدخنين وأعداء التدخين والذين أسعدهم قرار ضريبة التبغ، وكيف أنها تدعم توجههم ولكن أيضاً سعادتهم لم تكتمل بسبب قرار السماح لجميع المطاعم والمقاهي ببيعها (لا سامح الله من نكد عليهم)، والفئة الثالثة محايدة ترى أن الموضوع حرية شخصية، فمن أراد أن يدخن فليدخن وليذهب لتلك المطاعم ويدفع ضعف ما كان يدفعه سابقاً، ومن لا يريد فليقاطع تلك المطاعم وليس مجبراً أن يدخن أيضاً. فهنا اجتهد بنقاش موضوع التدخين من ناحيتين فقط، وأدعو الله أن يوفقني لما تعب الكثيرون بالحديث عنه دونما نتيجة، فلنبدأ بالأولى وهي حرية التدخين، فأنا بكامل حريتي وقواي العقلية وإرادتي أشعلت تلك السيجارة أو ذاك الجمر لرأس المعسل لأعيش مع رأسي لحظات أراها أحلى من العسل، فما الذي سبب لك الضرر أخي الكريم؟ هل أجبرتك على شيء؟ هل أنت رئتي أم قلبي أم شراييني؟ لذلك لا تدخل فيما لا يعنيك، ولكن أخي المدخن حريتك هذه تقف عند حدود، لا بد أن تراعيها كي تبقى ضمن حريتك مبدئياً حتى الآن فقط! نعم يتضايقون عندما تأتي لتحدثهم ورائحة فمك تفوح منها آخر سيجارة أطفأتها قبل دقائق من قدومك، ففضلاً استخدم علكة أو معطراً ثم تحدث، ورائحة ملابسك أفسدت رائحة المكتب والمكان فهلا استخدمت عطراً قبل أن تدخل عليهم؟ ثم تكرم عليهم ولا تدخن عند المداخل فهم مضطرون للدخول منها والرائحة مزعجة جداً! فنعم أنت وأنا لنا الحرية أن ندخن ولكن بحدود لا تضايق الآخرين. الناحية الثانية هل المدخن يضر غيره اقتصادياً؟ هل أنت تدفع عني سعر علبة السجائر؟ هل أنت تشتري لي خلطة المعسل الرهيبة؟ وهل طلبت منك أن تولع لي قليلاً من الجمر (ولع الله في عدوك)، حسناً.. دعني (كافي خيري شري)، ولكن هل التدخين يكلف الدولة اقتصادياً مما يترتب عليه أثر كبير على موارد الدولة والمال العام؟ بالطبع فيكفي أن نتحدث عن تكاليف علاج الأمراض التي ثبت ارتفاع نسبتها بين المدخنين مثل أمراض القلب والرئتين وغيرها من الأمراض التي تكلف الدولة الكثير على علاجها، أليست هذه أموال الجميع؟ تأثير هذه الأمراض ليس فقط في علاجها، ولكن أيضا الخسائر المترتبة على سوء صحة المدخن مما يزيد من غيابه عن العمل وإجازاته المرضية وتقاعده المبكر لأسباب صحية، كل هذا يجعله عبئاً على الدولة، ولن أناقش التدخين من الناحية الصحية على المدخن فمن هانت عليه صحته لسنا بأحرص منه عليها، أتمنى أن تكون حرّاً في قرارك أن تدخن ولكنك لست حرّاً في تبديد أموال الدولة بسبب قرارك ال...... !