بعد الانتقادات التي طالت بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة على خلفية ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة في السباقات خارج إستاد خليفة الدولي، برز انتقاد جديد يتمثل في ضعف إقبال المشجعين على متابعة المنافسات في المدرجات. كان المشهد لافتا عندما توج كل من الأمريكي كريستيان كولمان والجامايكية شيلي -آن فرايزر- برايس بذهبية سباق 100م. السباقان اللذان يعدان من الأبرز في كل بطولة عالمية ل «أم الألعاب»، أقيما أمام مدرجات فارغة. أتت علامات الاستفهام حول ضعف الحضور الجماهيري في مدرجات إستاد خليفة الدولي المجهز بنظام تبريد يحد من تأثير الحرارة الخارجية المرتفعة، بعد الانتقادات التي طالت سباقات المسافات الطويلة (الماراثون و50 كلم و20 كلم مشيا) التي أقيمت على كورنيش العاصمة القطرية، وشهدت انسحابات عدة بسبب الظروف المناخية الصعبة. ليس هذا المشهد مثاليا بالنسبة إلى الاتحاد الدولي لألعاب القوى، أو صورة يرغب رئيسه البريطاني سيباستيان كو في أن تطبع انطلاق ولايته الثانية بعد إعادة انتخابه الأربعاء الماضي قبل يومين من انطلاق مونديال الدوحة، إذ يتحمل رئيس الاتحاد الدولي السابق السنغالي لامين دياك، مسؤولية اختيار الدوحة لاستضافة الألعاب نظرا إلى أن هذا الخيار تم في عهده، لكن بعض الانتقادات توجه أيضا إلى كو، العداء البريطاني السابق، لأنه كان عضو لجنة تقييم ملفات الترشيح، وتراجع الحضور الجماهيري إلى 50% عن أول يومين، رغم تخفيض سعة إستاد خليفة، الذي يتسع ل 46 ألفا إلى 14 ألف متفرج عبر تغطية الجزء العلوي من المدرجات، وبحسب الأرقام الرسمية، تجاوز عدد الذين حضروا حفل افتتاح البطولة 11 ألف شخص، ومثله لمتابعة سباق 100م للرجال وهذه أقل نسبة حضور شهده مونديالات أم الألعاب، وبررت اللجنة المنظمة أن من أسباب تراجع الحضور، إقامة العديد من السباقات النهائية في وقت متأخر بالتوقيت المحلي، وذلك لملاءمة مواقيت البث التلفزيوني إلى الجمهور حول العالم، موضحة أن ذلك «يؤثر على عدد المتفرجين الذين يبقون حتى الحصص الأخيرة». وشنت العداءة البريطانية دينيز لويس المتوجة بذهبية مسابقة السباعية في أولمبياد سيدني 2000 هجوما لاذعا على الاتحاد الدولي، معتبرة أنه «خذل العدائين بشكل هائل»، وأضافت «لم أتوقع أن يكون الأمر بهذا السوء. نريد رؤية الناس. الرياضيون يستحقون الجمهور» لكي «يبرزوا أفضل ما لديهم»، ورفض العداء الأمريكي الأسطوري مايكل جونسون الذي يعمل معلقا لصالح هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، اعتبار أن ضعف إقبال الجمهور يعود إلى فضائح المنشطات التي واجهتها ألعاب القوى، وكتب عبر حسابه على موقع تويتر «الفشل في جذب جماهير جديدة لا علاقة له بالمنشطات»، مضيفا «تواجه رياضة الدراجات الهوائية مشكلة منشطات ضخمة لكنها لا تزال تحظى بالشغف!».