تشكل الرعاية الصحية للطالب والطالبة المصابين بالسكري، أهمية بالغة في المدرسة لتحقيق ثلاثة أهداف وهي ضمان سلامته الصحية خلال اليوم الدراسي، وضمان الضبط الجيد لقراءات السكري وتزوده بالتحصيل العلمي المثالي، ولا يحق لأي مدرسة ممارسة التمييز ضد هؤلاء الطلبة بعدم قبولهم كطلاب مستجدين سواء كانوا في الروضة أو المدرسة بحجة «ما نتحمل مسؤوليتهم»، وبالطبع لإدارات المدرسة الحق في رصد المعلومات الخاصة بكل طالب سكري تشتمل على اسمه كاملا وعنوانه ورقم هاتف والديه وطبيبه المعالج، ومعلومات مفصلة عن علاجه وجرعاته وتوقيتها وعن الغذاء الصحي المناسب له، وينبغي أن ترصد هذه المعلومات من الأهل وفريق الرعاية الطبية السكري الخاصة بالطالب موثقة بتقرير طبي. وهناك حقائق لا بد أن يعرفها المعلمون أو إدارات المدارس عن السكري تتمثل في أنه مرض غير معد ولا ينتقل بالملامسة، ولا يمكن الشفاء التام منه إلا أن يشاء الله، والعلاج يتكون من حقن الأنسولين ونظام غذائي والرياضة غير الشاقة وغير الطويلة، والأطفال المصابون بالسكري يمكنهم المشاركة في جميع الأنشطة المدرسية ولا يجب معاملتهم بشكل خاص عن باقي الطلبة، كما يجب على جميع المعلمين والمعلمات في المدرسة معرفة أعراض هبوط وارتفاع السكر وكيفية معالجتهما في المدرسة. وقد يتعرض الطالب المصاب بالسكري إلى أعراض الهبوط عندما تكون نسبة سكر الدم أقل من 70 ملجم/ 100 ملل من بلازما الدم وينتج ذلك عن قلة الأكل أو أخذ إبرة الإنسولين أو إهمال أخذ الوجبة الخفيفة في الفسحة المدرسية وكذلك النشاط الرياضي، ولا بد من فحص نسبة السكر في الدم خلال الدوام المدرسي وقبل حصة الرياضة وتناول وجبة إضافية قبل البدء بالرياضة، ويتمثل العلاج إذا كان المريض قادراً على البلع في تناول قطعتين أو ملعقة كبيرة من السكر مذابة في الماء أو تناول نصف كوب من عصير الفواكه محلى بالسكر أو ملعقتين صغيرتين من العسل، وإذا لم تزُل هذه الأعراض خلال 15 دقيقة فعلى المريض إعادة شرب الكمية نفسها لحين انتهاء الأعراض، وفي الغالب سيتحسن الطفل سريعاً خلال 10-15 دقيقة وعندما يتحسن يعطى وجبة خفيفة للمحافظة على السكر فوق النسبة المطلوبة، أما إذا دخل الطفل في غيبوبة أو تشنجات أو لايستطيع البلع أو كان يعاني من الاستفراغ، قبل إحضاره للمستشفى يجب إعطاؤه إبرة الجلوكاجون من قبل شخص متدرب. ويحدث ارتفاع نسبة سكر الدم عندما تكون نسبة سكر الدم أكثر من 150 ملجم/ 100 مل، والسبب عدم أخذ جرعة الإنسولين أو تقليلها خوفا من انخفاض السكر، والإفراط في الأكل خلال الفسحة أو عدم اتباع النصائح الغذائية مثل تناول الدونات والكروسونات من مقصف المدرسة، تناول العصيرات والمشروبات الغازية، وعند ظهور أعراضه لا بد لإدارة المدرسة من إراحة الطالب والتعامل مع الحالة والسماح له بالتوجه للمنزل. وأخيرا.. هناك أمر مهم وهو أن مقاصف المدارس للأسف لا تراعي معاناة الطلاب المصابين ب«السكّري» لذا لا بد لإدارات المدارس مراعاة هذا الجانب.