صدم الفريق النصراوي حامل لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، عشاقه ومتابعيه بعد سلسلة النتائج السلبية الأسبوع الماضي بتعادله مع الشباب سلبياً في الدوري ثم خسارته أمام السد القطري بثلاثة أهداف مقابل هدف وخروجه من دور الثمانية لدوري أبطال آسيا، قبل سقوطه المفاجئ دورياً أمام الحزم بهدف نظيف على استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض. وما زاد الطين بلة هو العقم التهديفي لأقوى الفرق تهديفياً في الموسم الماضي، إذ لم يسجل العالمي في الجولات الأربع الماضية بالدوري سوى 3 أهداف منها هدفان في أول شوط أمام ضمك لتغيب النجاعة التهديفية في 3 مباريات متتالية لم يسجل الفريق فيها سوى هدف وحيد بمباراة الفتح وصام مجدداً 4 أشواط متتالية، لم ينجح خلالها من تسجيل أي هدف، ليكمل 6 أشواط هذا الموسم من أصل 8 لم يهز فيها لاعبو النصر شباك الخصوم على الرغم من أن الفريق سجل الموسم الماضي بالدوري وحده 69 هدفاً، وبمجمل المسابقات قرابة 114 هدفاً. وفي الوقت الذي ألقى شريحة كبيرة من الجماهير اللوم على إدارة الدكتورة صفوان السويكت رئيس النادي وعبدالرحمن الحلافي المشرف العام على فريق كرة القدم بسبب ثبات المدرب والعنصر الأجنبي واختلاف المستويات، مما يؤكد وجود خلل إداري واضح مع ضعف في استقطابات الصيف، فيما لم يُعف المدرب البرتغالي روي فيتوريا من المسؤولية لوجود أخطاء في التشكيلة والتغييرات وضعف في قيادة الفريق فنياً، ولم يُستثنَ اللاعبون من مسؤولية ما يحدث للنصر، إذ طالهم اللوم على هبوط المستوى الجماعي خصوصاً العناصر الأجنبية مع ضعف واضح في البدلاء مما أثر على الفريق عند غياب أي عنصر أو هبوط مستواه. الخروج الآسيوي ويرى لاعب النصر السابق الكابتن ناصر الفهد أن الخروج الآسيوي أثر على الفريق نفسياً مما ساهم في ظهور اللاعبين بشكل غير مرضٍ في مباراة الحزم الأخيرة. ويرفض الفهد تحميل جهة واحدة مسؤولية ما حدث، مؤكداً أن المسؤولية مشتركة ما بين إدارة ومدرب ولاعبين، مشيراً إلى أن المدرب غير معذور فهو يعرف إمكانات أفراد فريقه جيداً، والأولى أن يدخل باللاعبين الأفضل، وتكون تغييرات في وقتها، وقد تلاحظ دخوله بتشكيل خاطئ في بعض المباريات آخرها مباراة الحزم مع تأخره في التغيير تماماً مثلما حدث مع فهد الجميعة الذي أبقاه بالملعب على الرغم من سوء مستواه. وشدد الفهد على أن الجهاز الفني مسؤول عن محاسبة اللاعبين وتقصيرهم بالملعب طالما أنهم يستلمون حقوقهم أولاً بأول، مستشهداً بزيادة وزن بيتروس والمهاجم عبدالرزاق حمدالله وعصبيتهما الزائدة وفقدانهما للروح والحماس، مؤكداً أهمية قوة شخصية المدرب في محاسبة المقصرين وعمل برامج لياقية للاعبين لخفض أوزانهم، إذ بدا عليهم ثقل الحركة بالملعب. ولا يخلي الفهد مسؤولية الإدارة، إذ إن تغير الحماس والروح لدى اللاعبين يضع علامات استفهام على أداء الإدارة رغم ثبات العناصر والاستقرار الفني مما يؤكد وجود خلل في عمل الإدارة، بجانب ضعف العمل على الاستقطابات المحلية، فالفريق لم يستقطب أي لاعب محلي رغم الحاجة الملحة خصوصاً في الثلث الهجومي، الذي يعاني من ضعف اللاعب البديل في حال غياب اللاعب الأجنبي أو هبوط مستواه. ويرى الفهد أن الشوشرة الإعلامية على بعض اللاعبين الأجانب وعدم قدرة الإدارة على حمايتهم أسهمت بشكل أو بآخر في هبوط مستوياتهم، مطالباً بجلوس الإدارة مع اللاعبين ومناقشتهم في أسباب هذا الهبوط وضرورة رفع معنوياتهم وحمايتهم. روشتة العلاج ويطرح لاعب النصر الدولي السابق الكابتن بدر الحقباني تساؤلاً عن مدى امتلاك الفريق العناصر القادرة على انتشاله فنياً بأرض الملعب. وقال في حديثه ل«عكاظ»: «نعم يملك الفريق العناصر للمنافسة على بطولة الدوري بشرط سلامة المحترفين وجاهزيتهم»، مستدركاً: المشاركة في بطولة آسيا بالفريق الثاني، وبالإمكان التأهل (سيكسب الفريق إعداد فريق ثانٍ مطعم بعبدالفتاح ويحيى واحد المدافعين مادو أو عمر)، ومن ثم التفكير في آسيا في حال التأهل الموسم القادم بعد دعم الفريق بعناصر محلية تعطي الإضافة. ويرى الحقباني هزيمة الحزم طبيعية بسبب هبوط مستوى اللاعب الأجنبي الذي جاء بعد جهد بدني كبير بذله الفريق في مباراتي الشباب والسد وإصابة أهم اللاعبين جوليانو وأحمد موسى ويحيى الشهري وعدم جاهزية عبدالرزاق حمدالله مما ساهم في الخسارة. ووضع الحقباني روشتة العلاج التي اختصرها بالدعم وإعطاء الحقوق أولاً بأول، مع إعطاء المدرب كامل المساحة والحرية للعمل الفني. وطالب بالاستمرار على نفس العمل الفني وتجهيز فريقين، ولم يغفل الجانب النفسي من أهمية التحفيز لتكرار الإنجاز لأن أصعب عمل البقاء على نفس القوة الذهنية والاستعداد النفسي لتكرار هدف. ودعا الإدارة لضرورة الاهتمام بالمساعدين من أجهزة بدنية وطبية، فالفريق يحتاج أن يكونوا على أعلى مستوى؛ لأن خسارة أي محترف مؤثرة. وخلص الحقباني إلى أن من أكبر مشكلات الإدارة أنها حضرت بعد إدارة حققت كل النجاحات، وأصبح سقف طموح المشجع عالياً؛ لذا تحتاج صبراً، وعملاً مضاعفاً لتحقيق المنجز.