ارتفعت معدلات الجريمة بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي بسبب انتشار التجويع، وابتزاز المدنيين، والتعبئة الخاطئة، وتناول المخدرات. وأُعلن خلال ال12 ساعة الماضية عدد من جرائم الانتحار والقتل المتعمد في محافظتي ذمار وإب ومناطق سيطرة الحوثي في تعز. وأفادت مصادر محلية في إب بأن جريمتين شهدتهما المحافظة؛ إحداهما في مديرية السياني والأخرى في مديرية العدين، إذ انتحر رب أسرة مكونة من 6 أفراد، فيما أحرقت امرأة زوجها بمساعدة ابنتها. وعزا مختصون أسباب هذه الجرائم إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها العائلات نتيجة سياسة الحوثي التجويعية، وطرد العمال، والتنكيل بهم في المناطق الجنوبية التي كانوا يلجأون إليها هرباً من الانتهاكات في شمال اليمن، وبحثاً عن الرزق. وفي ذات السياق، أقدم شاب على الانتحار في إحدى مناطق مديرية مقبنة بتعز التي تخضع لسيطرة الحوثيين على خلفية تردي الأوضاع المعيشية. فيما أطلق مسلح حوثي أمس (الثلاثاء) الرصاص على والده، متهماً إياه بالولاء للحكومة الشرعية. وذكرت مصادر قبلية في قرية حبشي بمديرية عنس أن المسلح استدعى مشرف الحوثيين (أبوعلي الموشكي) لاعتقال والده وأفراد أسرته بالكامل، وقد نقلوا إلى سجن ضبة. وبحسب مصادر في صنعاء فإن المليشيات تجبر مسلحيها على تناول المخدرات كشرط للعمل معها، وهو ما يجعل الكثير من مسلحي الحوثي يرتكبون جرائم بحق عائلاتهم وهم في حالة فقدان للعقل. من جهة ثانية، كشف عضو التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان باسم العبسي، أن قصف المليشيات الحوثية للأحياء السكنية والمناطق المكتظة بالسكان المدنيين بالصواريخ والهاون، أدى إلى مقتل 3892 مدنياً حتى ديسمبر 2018، وإصابة أكثر من 12 ألف مدني، مشيرا إلى أن أكثر المحافظات تضرراً على التوالي لحج وعدن والضالع والحديدة وشبوة ومأرب والجوف، ومن بين هذه الجرائم إطلاق الحوثي صاروخ كاتيوشا على سوق اللقمة في تعز في يونيو 2016، وصاروخ سكود وسط مأرب في يوليو 2016، وقذائف الهاون في الحديدة في أغسطس 2018. جاء ذلك، خلال ندوة نظمها «تحالف رصد» اليمني في مركز جنيف الدولي للمؤتمرات حول أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، وفي سياق متصل، عقد «تحالف رصد»، ندوة حول طبيعة حزب الله في اليمن وتحذيرات من تدمير إيران الهوية اليمنية، حذّر فيها الحقوقي اليمني الدكتور فارس البيل من استمرار مليشيا الحوثي في صبغ اليمن كل يوم بأجندات ومفاهيم وأساليب تابعة للفكر الخميني متسلحة بكل القدرات التي نشأت عليها وبنتها إيران لأجل هذا الغرض، بما في ذلك تحويل الفكر اليمني إلى ولاية الفقيه، بما يهدد بتدمير العادات والموروث والهوية اليمنية والثقافة على أيدي مليشيا الحوثي.