تردني أسئلة عدة عن حقيقة وجود علاقة بين نمط الحياة اليومية لمجتمعنا الخليجي بأمراض الروماتيزم، ولهؤلاء أقول بالتأكيد نجد في الواقع أن أكثر المشاكل المرتبطة بالروماتيزم، خصوصاً الخشونة قد يكون مردها إلى ظروف الكسل التي نحياها، فكم من الناس يفضلون عدم السير إن استطاعوا استعمال وسيلة نقل رغم قرب المكان المطلوب في أكثر الأحيان. إن تقدم السن والاستخدام المتكرر للمفصل والبدانة من عوامل الخطر لخشونة الركبتين، وفي أكثر الأحيان تكون الخشونة نتيجة لضعف العضلات الناتج عن قلة التمارين الرياضية أو لكثرة الاستعمال أو للعادات السيئة كمثل الانحناء عند المشي. ومن العوامل الأخرى نوع الأحذية وخصوصاً لدى الإناث، فالمزج بين سوء تصميم الأحذية المستعملة والوزن المفرط يخلق عدم توازن واختلال توزيع للثقل وهذا ما يسبب حدوث تغييرات في مفصل الركبة. إن هناك تلازماً بين البدانة وخشونة الركبة فقد وجد عند البدينين أن الخطر النسبي لحدوث خشونة الركبة في السنوات التالية يزداد بمعدل الضعفين عند الرجال وأكثر من 3 أضعاف عند النساء، ما يشير إلى أن زيادة الوزن هي أكثر العوامل مصادفة في خشونة الركبة حيث تؤدي زيادة الوزن للتأثير على الركبة أكثر من الورك أو عنق القدم. وتفرض البدانة إجهاداً إضافياً، ولكن بسبب عيوب الوضعية أيضاً، ذلك عندما يحمل البطن المتدلي فقط نتيجة زيادة الوزن والفخذين المكنزتين الركبتين إجهاداً خارجياً سواء في أثناء الوقوف أو المشي. وإن زيادة الوزن كيلو غراما واحدا عن الوزن المثالي تزيد من احتمال الإصابة بخشونة الركب بنسبة 14-33% بحسب مكان الخشونة، فلنتخيل نسبة الإصابة بالخشونة عندما يتجاوز الوزن 10 كغ عن الوزن المثالي. فخير نصيحة هي الابتعاد عن حياة الكسل وممارسة الرياضة وأبسطها وأمتعها المشي، فقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث الطبية أن رياضة المشي تجعل الفرد أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وتنظيم مستوى الدم في الجسم، ما يقي من ارتفاع ضغط الدم، ومعالجة السمنة وزيادة الوزن، وشد عضلات الجسم، خصوصاً عضلات المعدة، والوقاية من الإصابة بالسرطان بأنواعه، خصوصاً سرطان الثدي، والقولون، ومن الإصابة بمرض السكري، إذ إنه عند المشي تتنشط الدورة الدموية، وتنتظم سكريات الجسم، ويتم التخلص من الدهون والكولسترول الضار الذي يسبب تصلب الشرايين، وتنشط وظائف الدماغ بشكل عام، وتقوى الذاكرة بشكل خاص، كما تتحسن القدرات الذهنية للإنسان ويقل الشعور بالقلق والتوتر؛ فالجسم أثناء المشي يفرز مادة الإندروفين، والتي تساعد على تخفيف الضغط الجسدي والنفسي. * استشاري طب الروماتيزم