عندما أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه بإمكان قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية «اجتثاث» مليشيات الحوثيين خلال «أيام قليلة»، ولكن المملكة لن تقوم بذلك حفاظاً على أرواح المدنيين في اليمن؛ فإنه وضع خارطة طريق قواعد الاشتباك للتحالف العربي لاستعادة الشرعية اليمنية منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، للحفاظ على سلامة المدنيين اليمنيين، والدفاع عنهم باعتبارها أولوية إستراتيجية عسكرية قصوى، والتركيز على استهداف مواقع مليشيات الحوثي وتدمير القوى الصاروخية والعسكرية للمليشيات، والدفاع عن الحدود السعودية من أي اعتداء. ولقد دأبت مليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني على تشويه صورة التحالف العربي، وكيل الاتهامات ظلما وعدوانا بمزاعمها أن التحالف العربي يستهدف المدنيين اليمنيين، وآخر هذه الأكاذيب مزاعم قصف التحالف العربي لسجن في ذمار، وهو ما نفاه المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، فالموقع الذي قصفه التحالف في ذمار هو «هدف عسكري»، وليس سجناً، كما ادعت مليشيات الحوثي. وعندما يعلن التحالف العربي أمام الملأ كذب وافتراء مليشيات الحوثي، فهو يضع النقاط على الحروف، وأنه ليس لدى التحالف شيء يخفيه؛ لأنه يؤمن بقواعد الاشتباك فضلا عن حرصه على سلامة المدنيين الأبرياء، وتدمير القوى الصاروخية والعسكرية لمليشيات الحوثي. ومن المؤكد أن الموقع المستهدف في ذمار هو هدف مشروع، خصوصا أن التحالف العربي اتخذ كافة الإجراءات لتحييد المدنيين أثناء استهداف الموقع المذكور الذي يبعد حوالى 10 كيلومترات عن مدينة ذمار اليمنية. لقد وضع العقيد المالكي كعادته النقاط على الحروف من خلال تصريحاته الواضحة والشفافة حول عملية ذمار خصوصا أن السعودية ظلت تنادي على الدوام بضرورة إحلال السلام العادل في اليمن عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية، الآن مليشيات الحوثي رفضت الالتزام بتلك القرارات، وعليه فإن التحالف العربي استمر في تحرير الأراضي اليمنية من الانقلابيين الحوثيين والحفاظ على سلامة المدنيين اليمنيين. وعلى أبواق النظام الإيراني وعملائه في المنطقة أن تعي أن المجتمع الدولي أصبح مدركا للأعمال العدوانية لمليشيات الحوثي التي أهلكت الحرث والنسل في اليمن، ولولا تحرك التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لتحولت اليمن لبؤرة إرهابية، خصوصا أن السعودية شكلت التحالف بعد استجابة لدعوة الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي. ومزاعم قيام التحالف بقصف المدنيين أصبحت زائفة وكاذبة، لأن التحالف لم ينتهك قواعد الاشتباك في حربه على الانقلابيين الذين خرقوا كل المواثيق والأعراف الدولية، ليس فقط في قصف المدنيين، بل وفي استهداف أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة، فيما طائرات التحالف تستهدف وفق قواعد اشتباك دقيقة قواعد السيطرة والتحكم الحوثية التي ارتكبت انتهاكات متعددة في جميع محافظات اليمن. والمطلوب من الإعلام المعادي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية النظر لقضية اليمن وفق قوانين الشرعية الدولية وليس من المنظور الغربي، والتيقن من أن التحالف العربي حريص إحلال الأمن والاستقرار وسلامة المدنيين بمن فيهم الأطفال. التحالف العربي لاستعادة الشرعية.. كان ولا يزال ملتزما بقواعد الاشتباك في اليمن نصا وروحا.. وما تحاول مليشيات الحوثي تسويقه في المجتمع الدولي لم يعد مقنعا.