جسدت تأكيدات مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء) دعوة السعودية للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن لعقد اجتماع للحوار في بلدهم الثاني؛ المملكة، لمناقشة الخلافات، ليس فقط اهتمام وحرص الحكومة السعودية على وحدة الصف وحل التباينات بين المكونات السياسية فحسب، بل النظرة الاستراتيجية طويلة المدى للمملكة؛ ليمن آمن مستقر موحد، وذي سيادة، بعيدا عن التدخلات الإيرانية التي تسعى لسياسة خلط الأوراق، وتفتيت اليمن، وحرص السعودية على ضرورة تغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووأد الفتنة، والحيلولة دون توسيع دائرة الأزمات في اليمن وتوحيد الجهود لإنهاء انقلاب الحوثي المدعوم من النظام الإيراني ودعم الشرعية اليمنية التي تعتبر الممثل الشرعي للشعب اليمني. وجاء تثمين مجلس الوزراء ما تضمنه البيان المشترك الصادر عن وزارة الخارجية في المملكة والإمارات، وما أكد عليه من حرص وسعي البلدين الكامل للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن؛ تأكيدا على أن الشرعية اليمنية هي المرتكز الأساسي الذي يحظى بدعم كامل من التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن. وعندما أكد وزير الشؤون الخارجية عادل الجبير، أن السبيل الوحيد أمام أشقائنا في اليمن هو تجاوز الاختلافات الداخلية عبر الحوار الذي دعت له المملكة، فهو يجدد الدعوة للمكونات السياسية مرة أخرى للاستفادة من هذه الفرصة التاريخية لحل الخلافات على طاولة الحوار بهدوء بعيدا عن أجواء الأزمات والتشنج للوصول إلى توافقات وقواسم مشتركة؛ باعتبار أن السبيل الوحيد لتجاوز الاختلافات الداخلية عبر الحوار، والعمل صفاً واحداً لتخليص اليمن من براثن النفوذ الإيراني، وإنهاء انقلاب الحوثي وعودة السلام والأمن في اليمن. لقد عملت المملكة منذ اليوم من انقلاب الحوثي على الشرعية على حشد الجهود لمنع تمدد الفكر الإرهابي الإيراني في اليمن والمنطقة، وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فضلا عن مواجهة ولجم مساعي النظام الإيراني الذي يسعى لنشر الفوضى والطائفية وزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية وإثارة الفتنة والفوضى. وكان من الضروري ولزاما أن يطالب التحالف العربي جميع التشكيلات العسكرية والمكونات السياسية بالانسحاب من المناطق التي تمت السيطرة عليها في عدن، وأبين وشبوة وعدم المساس بالممتلكات العامة، لأن الانسحاب من هذه المناطق والمناطق الأخرى التي سيطرت عليها التشكيلات اليمنية بمثابة إجراءات بناء الثقة للتحضير لحوار جاد وهادف لحل القضايا الخلافية؛ من خلال حوار هادئ بعيد عن التشنج، خصوصا أن المملكة لن تقبل إشعال فتنة جديدة في عدن أو أي مناطق أخرى، وحريصة كل الحرص على وحدة وسلامة وأمن واستقرار اليمن. وجاءت دعوة السعودية والإمارات، في البيان المشترك إلى الالتزام التام بالتعاون مع اللجنة المشتركة التي شكلتها قيادة التحالف العربي لفض الاشتباك، وسرعة الانخراط في حوار «جدة» لمعالجة أزمة أحداث الجنوب اليمني، أيضا داعمة لإيجاد الأرضية الإيجابية للحوار، خصوصا أن هناك استجابة لدعوات وقف إطلاق النار وهذا يعطي تفاؤلا برغبة المكونات والأطراف بالدخول في الحوار بعد أن أعلن المجلس الانتقالي قبوله لدعوة السعودية للمشاركة في الحوار مع الحكومة الشرعية، برعاية السعودية. منذ أن انطلق التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل ضد مليشيا الحوثي في مارس 2015، فإنه تحرك بناء على طلب يمني رسمي كان من ضمن أهدافه الاستراتيجية إنهاء الانقلاب ومنع تمدد النظام الاإيراني والحيلولة دون تهديد المليشيات للمملكة ودول الجوار. وجاء التحالف بقيادة السعودية ومشاركة الإمارات مدعوما من دول المنطقة ليسطر بداية تاريخ جديد للمنطقة يكتبه أبناؤها بأنفسهم ويبدأ بعودة الشرعية وهزيمة المخطط الخارجي الذي يهدف للسيطرة على اليمن والذهاب به إلى أتون الخلافات الطائفية والمذهبية لخدمة أهداف خارجية لا يزال يراود أصحابها حلم السيطرة والهيمنة. لقد وضع مجلس الوزراء خريطة نجاح لاجتماع لمناقشة الخلافات، بوحدة الصف وحل التباينات بين المكونات السياسية؛ ليمن آمن مستقر موحد، وذي سيادة، بعيدا عن التدخلات الإيرانية، وإجراءات بناء الثقة، وتغليب الحكمة اليمانية، ونبذ الفرقة ووأد الفتنة، والحيلولة دون توسيع دائرة الأزمات في اليمن.