يعود نحو 6 ملايين طالب وطالبة في كل المراحل الدراسية ومن مختلف مناطق المملكة، إلى مقاعد الدراسة استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد يستقبلهم أكثر من 600 ألف معلم ومعلمة، وذلك بعد تمتعهم بإجازات الصيف وعيدي الفطر والأضحى المبارك. وما إن تراءت معالم العام الدراسي الجديد في أفق الطلبة وذويهم حتى اختلج مشاعرهم العديد من التوافقات والمتناقضات حول ما يحمله العام الدراسي الجديد لأبنائهم، وما عليهم أن يبدوه تجاهه من شحذ للهمم واستقبال عام جديد مليء بالحيوية والإنجاز. ومن الضروري أن يتشارك الجميع في استقباله بروح إيجابية وهمة عالية، وتعد مهنة التدريس من المهن الإنسانية المتخصصة، والصعبة أيضاً التي تقوم على شراكة بين القيادة ومهارات وظيفية وأفراد مؤهلين وواعين، ضمن إطار منظم ومرجعيات مؤسسية محكومة بقواعد وقوانين، تؤدي المطلوب منها على أكمل وجه لضمان إنجاز المهمات وتحقيقها. فهي عبارة عن نشاط مقصود ومنظم يهدف إلى دعم التعلم وتسييره للمتعلمين ليساعدهم على إدراك الخبرات التعلمية والشعور بنتائجها وتنميطها في سلوكياتهم وانفعالاتهم، مما ينعكس بصورة ملموسة وواقعية في البيئة التعلمية والمجتمع العام ككل. وتحتاج العملية التدريسية باعتبارها عملية سلوكية إلى تخطيط مسبق وداعم لمنسوبيها على أكمل وجه لتلبية متطلبات المجتمع، ليبدعوا في ضخ هذه المعارف والعلوم بشتى أنواعها للدارسين عبر إستراتيجيات ومهارات وأساليب مختارة ومدروسة لتحقق المنجز القيمي للتدريس والذي هو ركيزة حقيقية وثابتة لبناء أجيال هذا الوطن وتحقيق للهدف السامي الذي تسعى له رؤية 2030. نتمنى لأبنائنا وبناتنا التوفيق والنجاح وعاماً حافلاً بالمنجز لبناء جيل قادر على عمارة الأرض والاستخلاف فيها وقيادتها إلى مصاف الدول.