سمحت السلطات السودانية أمس (الثلاثاء) للرئيس المعزول عمر البشير وشقيقه اللذين يحاكمان بقضايا الفساد والثراء غير المشروع بالخروج من السجن لحضور جنازة والدتهما التي فارقت الحياة. وقالت مصادر سودانية إن هيئة الدفاع عن الرئيس السوداني المعزول عمر البشير تعتزم تقديم طلب للمحكمة بتأجيل عقد أولى جلسات محاكمته التي ستحدد اليوم (الأربعاء) بسبب وفاة والدته. وقال رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إن «فريقاً مشتركاً من القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن، تحت إشراف النيابة العامة، قام بتفتيش بيت البشير ووجد 7 ملايين يورو، إضافة إلى 350 ألف دولار، و5 مليارات جنيه سوداني». من جهة أخرى، تتواصل تداعيات مقتل أكثر من 5 مدنيين بينهم طلاب في منطقة الأبيض في ولاية شمال كردفان إذ توجه أمس وفد من المجلس العسكري الانتقالي السوداني إلى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان للوقوف على الأوضاع هناك، فيما خرج آلاف الطلاب السودانيين إلى شوارع العاصمة الخرطوم للتنديد بمقتل عدد من زملائهم في مدينة الأبيض. فيما تحدثت أنباء عن تفريق بعض المظاهرات في مدينة أم درمان بالغاز المسيل للدموع أمس. يتزامن ذلك في الوقت الذي أعلنت وزارة التربية والتعليم أمس تعليق الدراسة إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، فيما ندد رئيس المجلس العسكري الحاكم عبدالفتاح البرهان بالجريمة، مطالباً في تصريح نقلته وكالة الأنباء السودانية «سونا» بإجراء محاسبة فورية. فيما أعلن قياديان في حركة الاحتجاج إلغاء المفاوضات التي كانت مقررة مع العسكريين أمس. وكانت وكالة الأنباء السودانية الرسمية نقلت عن اللواء الصادق الطيب عبدالله والي ولاية شمال كردفان أن عدد القتلى في الأحداث التي وقعت الإثنين بمدينة الأبيض بلغ 5 حالات وفاة أغلبهم طلاب، مؤكداً خلال لقائه الإعلاميين ومراسلي الصحف أمس أن مسيرة طلاب وطالبات المدارس الثانوية كانت سلمية ومطالبة بتحسين خدمات النقل، ولكنها انحرفت من أهدافها بعد أن تدخل بعض المندسين وسط الطلاب. واتهم والي شمال كردفان مندسين بالتعدي على فرع بنك الخرطوم ونهب المعدات والممتلكات إضافة إلى محاولة الاعتداء على البنك الفرنسي فرع الأبيض، وقال إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، مبيناً أن لجنة شكلت لتقصي الحقائق وسيتم تقديم كل متسبب في هذه الأحداث إلى المحاكمة العادلة.