كما هو متوقع مسبقا ووفقا لاستطلاعات الرأي، فاز بوريس جونسون أمس (الثلاثاء) على منافسه وزير الخارجية جيريمي هانت في الانتخابات الرئاسية، ليصبح رئيسا لوزراء بريطانيا، في مرحلة تمر فيها البلاد بسلسلة من الأزمات والتحديات، تأتي في مقدمتها تحدي إخراج «بريكست» من الطريق المسدود والأزمة مع إيران وعاصفة الانقسامات والاستقالات المتتالية داخل الحكومة. وبحسب النتائج أعلنها حزب المحافظين أمس، حصل رئيس بلدية لندن السابق ووزير الخارجية السابق على 92153 صوتا من أصل 159 ألفا من أعضاء الحزب، مقابل 46656 صوتا لهانت، وسيتولى بالتالي رئاسة الحزب، على أن يتولى رئاسة الوزراء بعد ظهر اليوم (الأربعاء) بعد زيارة للملكة إليزابيث الثانية التي ستكلفه بتشكيل الحكومة القادمة. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون بإتمام بريكست في 31 أكتوبر، وذلك بعد وقت قصير من إعلان فوزه على منافسه جيريمي هانت في خلافة تيريزا ماي، وتثير هذه الرغبة الجامحة في مغادرة الاتحاد بأي ثمن غضب الذين يرغبون في إبقاء علاقات وثيقة مع أوروبا ويخشون العواقب الاقتصادية بخروج بلا اتفاق وعودة الإجراءات الجمركية، فيما أعلن وزير المال فيليب هاموند أنه سيفعل كل شيء لمنع خروج بلا اتفاق، وبدا كأنه لا يستبعد المساهمة في إسقاط الحكومة المقبلة لجونسون، أما وزير الدولة للشؤون الخارجية آلن دانكان فتوقع لجونسون، «أزمة حكومية خطيرة». وقال جونسون: «سوف ننهي العمل ببريكست في 31 أكتوبر» الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي أرجئ مرتين، في ظل خشية مؤيدي الخروج من إرجاء إضافي. وأثار بوريس جونسون (55 عاماً) الكثير من الجدل خلال السنوات ال30 الماضية، لكن ذلك لم يعرقل صعوده نحو أعلى مراكز السلطة في بريطانيا. وقال جونسون أمام لجنة برلمانية في أواخر 2017 أن البريطانية - الإيرانية نازانين زغاري راتكليف التي تعتقلها إيران بتهمة المشاركة في مظاهرات ضدّ نظام طهران الإرهابي كانت تقوم بتدريب صحفيين عند توقيفها في أبريل 2016، معززاً تهم طهران ضدها، في وقت كان يؤكد فيه أقرباؤها أنها كانت في إجازة، ثم تراجع جونسون عن هذه التصريحات، لكن ذلك لم يجنبه دعوة الكثيرين له للاستقالة، كما كتب هذه العبارة بالأحرف العريضة على حافلة جالت البلاد خلال حملة استفتاء 23 يونيو 2016: «ندفع كل أسبوع 350 مليون جنيه للاتحاد الأوروبي، الأجدى أن تذهب هذه الأموال إلى نظام الرعاية الصحية». وكان جونسون، الرجل المتزوج والأب لأربعة أطفال، حينها، يمثل أملاً كبيراً بالنسبة لحزب المحافظين.