ما بين الاعتداء على الناقلات النفطية إلى القرصنة، لا يزال النظام الإيراني يصر على العبث في تحد سافر لأمن المنطقة والعالم، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس (الخميس) أنه احتجز «ناقلة نفط أجنبية» كانت تقوم حسب تعبيره ب«تهريب المحروقات» في منطقة الخليج. وأفاد موقع «سيبا نيوز» (الموقع الرسمي للحرس الثوري) أنه تم اعتراض الناقلة الصهريج في ال14 من يوليو جنوب جزيرة لارك في مضيق هرمز، من دون تقديم تفاصيل حول اسم الناقلة أو العلم الذي ترفعه. من جهة أخرى، حثت بريطانياإيران أمس على خفض التوترات في الخليج، وتعهدت بالدفاع عن مصالحها المتعلقة بالشحن في المنطقة، إذ قالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية إن بلادها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات بعد تقارير عن احتجاز إيران ناقلة أجنبية في الخليج، وتواصل حث السلطات الإيرانية على تهدئة الوضع في المنطقة، مضيفة: «نراقب باستمرار الوضع الأمني هناك، وملتزمون بالحفاظ على حرية الملاحة وفقا للقانون الدولي». فيما قالت وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردونت، ردا على سؤال بشأن قرار إرسال سفينة حربية ثالثة إلى الخليج، إن بلادها مهتمة دوما بالدفاع عن مصالحها في الخليج ومناطق أخرى. وأضافت: «من المهم أن نبعث برسالة واضحة جدا إلى إيران مفادها أننا نريد منها التراجع عن هذا الموقف، وأننا نريد منها خفض التصعيد، لكننا قمنا دوما بحماية الشحن والتدفق الحر للسلع في تلك المنطقة وسنواصل فعل ذلك». وكانت موردونت تتحدث في مؤتمر دفاعي عن أحدث عملية نشر للسفن، التي جاءت وسط توترات متزايدة مع إيران منذ احتجزت البحرية الملكية ناقلة إيرانية قبالة سواحل جبل طارق هذا الشهر. في غضون ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين سيطلعون أعضاء من السلك الدبلوماسي في واشنطن اليوم (الجمعة) على مبادرة جديدة لتعزيز حرية الملاحة والأمن البحري حول مضيق هرمز، حيث يمر خمس الإمدادات العالمية من النفط من هذه المنطقة، وتعد حرية الملاحة بالمضيق أمرا ضروريا لاستقرار الاقتصاد العالمي. وقالت الوزارة في بيان أمس الأول (الأربعاء) «الأمر يتطلب مسعى دوليا للتعامل مع هذا التحدي العالمي وضمان مرور السفن بسلام»، مضيفة: «أن الإفادة سيقدمها مسؤولون بوزارتي الدفاع والخارجية، ولن يسمح لوسائل الإعلام بحضورها».