يواصل النظام الإيراني بلطجته من خلال العمل على تصعيد التوتر في المنطقة بتهديد الحركة الملاحية للناقلات في المياه الإقليمية للخليج العربي، والاستمرار في رفع معدلات تخصيب اليورانيوم بما يفوق الحد المسموح به، ضاربا بعرض الحائط كل الجهود الدبلوماسية الدولية في إطار تهدئة الأزمة مع واشنطن، التي كان من آخرها الجهود التي قامت بها الحكومة الفرنسية وأفضت إلى لا شيء، حيث تتجاهل طهران التحذيرات الدولية من خطورة الذهاب إلى حلول عسكرية، إذ حاولت قوات الحرس الثوري الإرهابي السيطرة على ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز بعد ساعات على إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تجاوزت نسبة تخصيب اليورانيوم المحددة وفق الاتفاق النووي. وأعرب المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أمس (الخميس) عن قلق بلاده من تصرفات سفن إيرانية لوقف حركة السفن التجارية، مطالبا بعدم التصعيد. وقال المتحدث إن بريطانيا ستبحث أي طلب أمريكي لتقديم الدعم في الشرق الأوسط على النحو المعتاد، مضيفا أن «احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق له علاقة بالعقوبات على سورية وليس إيران». وأعلنت بريطانيا أمس أن 3 سفن إيرانية حاولت اعتراض سبيل السفينة البريطانية «هيريتيج» في مضيق هرمز، وهو الأمر الذي كانت قد أكدته في وقت سابق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، والذي نفته طهران بعدها. وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إن الفرقاطة «مونتروز» أصدرت تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية التي ابتعدت حينها على الفور، مضيفاً: «خلافاً للقانون الدولي، حاولت 3 سفن إيرانية منع مرور السفينة التجارية بريتش هيريتيج في مضيق هرمز»، موضحاً أن البحرية الملكية اضطرت للتدخل لمساعدة ناقلة النفط هذه التي تملكها «بريتش بتروليوم شيبينغ» فرع النقل النفطي لمجموعة «بريتش بتروليوم». فيما ذكرت وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء أن الحرس الثوري الإيراني نفى ذلك، فيما قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكابتن بيل أوربان أمس، إن تهديد حرية الملاحة الدولية يستلزم حلا دوليا، مضيفاً: «إن الاقتصاد العالمي يعتمد على التدفق الحر للتجارة ومن الواجب على كل الدول حماية وصيانة هذا العنصر الحيوي للازدهار العالمي». في حين نقلت محطة سكاي نيوز التلفزيونية أمس نقلا عن مصادر لم تسمها في قطاع الملاحة أن بريطانيا أوصت كل السفن التي ترفع علمها بتوخي أقصى درجات الحذر في مضيق هرمز، ونقلت المحطة عن متحدثة باسم هيئة النقل قولها إن هيئة النقل كسلطة ذات اختصاص تقدم المشورة في الأمور الأمنية بشكل منتظم للمملكة المتحدة والسفن المسجلة في بريطانيا بشأن كيفية عملها في المناطق عالية المخاطر. وكان مسؤولون أمريكيون قالوا أمس الأول (الأربعاء) إن 5 زوارق يُعتقد أنها تابعة للحرس الثوري اقتربت من ناقلة نفط بريطانية في الخليج، وطلبت منها التوقف في المياه الإقليمية القريبة من موقعها، لكنها انسحبت بعد تحذير فرقاطة بريطانية لها.