من المعلوم أن ثقافات المجتمع مستحدثة وهي أيضا مستوردة وكذلك قابلة للتصدير، ويبقى عامل الوعي المجتمعي الفيصل في تقبل تلك الثقافة من عدمها. في الدول الغربية يلحظ السائح والمقيم أن الغالبية من الناس يحملون معهم المظلات إما لتقيهم أشعة الشمس وإما ليستكنوا بها من الأمطار، تجدها عند مخرج المنزل وفي السيارة وفي المكتب وفي بعض الأماكن العامة، فهي بالنسبة لهم من الضروريات وأيضا من باب الاحتياط تحسباً لتقلبات الجو المستمرة. كما أن هذه المظلات تعتبر جزءا من المظهر العام، لذا فهم يحرصون على أن تكون المظلة ذات ألوان متناسقة وزاهية وجميلة. من العجيب أن مثل هذه الثقافة -حمل المظلة- لا تكاد ترى في بلداننا إلا نادراً رغم حاجتنا لها في ظل الأجواء الحالية واشتداد درجة الحرارة، فهي إحدى وسائل الوقاية من أشعة الشمس للمشاة ولمن يرتاد المتنزهات والحدائق وأيضا لمن يحتاج إلى العمل فترات طويلة تحت أشعة الشمس وأثناء ذهابه وعودته، أضف إلى ذلك أنه لا يوجد أي محظور شرعي أو نظامي من استخدامها، غير أن هناك ما يعرف بالمحظور العرفي الذي توارثناه، فقد يرى الشخص أنه باستخدامه هذه المظلة سيكون «مختلفا ونشازا» وأن الأنظار ستتوجه صوبه بالسخرية والهمز واللمز، وعلى أقل تقدير إن كنت ممن يحسبون لكلام الناس ألف حساب، فلا أقل من أن تمنح أطفالك تلك الفرصة وأن تعودهم على هذه الثقافة، فالأمر لا يتعلق بالترف أو المظهر بقدر ما يتعلق بسلامة الناس مما قد يصيبهم من إعياء ومن ضربات الشمس والتهاب الجلد وأيضا ما قد يصل لحد الوفاة نتيجة الحرارة الشديدة وموجات الحر. إن مما يشجع على استخدام هذه المظلات التطور المشاهد لها وابتكار أنواع جديدة وذكية وسهلة الحمل وبعضها يحوي رذاذ الماء فيضفي لطافة وبرودة على الأجواء، ولعلنا مع الوقت نرى مبادرات من المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية لتبني هذه الثقافة خاصة أنهم من أشد الناس حرصاً على السلامة. [email protected]