تتعمد المليشيا الحوثية الإيرانية نقل معركتها إلى البحر واستهداف السفن التجارية والملاحة الدولية في تهديد متواصل للمجتمع الدولي، والأممالمتحدة التي لا تزال تميل إلى التعاطي دبلوماسيا مع مجرمي الحرب وتقف كمتفرج أمام تصاعد جرائم هذه العصابات المتمردة والمدفوعة الأجر لتنفيذ أجندات «الملالي» في المنطقة، وكأنها باتت مصابة ب«متلازمة استوكهولم» التي جعلتها تبدو متعاطفة مع الحوثي. وقد جاء إعلان المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد ركن تركي المالكي أمس عن تمكن القوات البحرية للتحالف من إحباط محاولة إرهابية من قبل المليشيا الحوثية لاستهداف إحدى السفن التجارية جنوبالبحر الأحمر بواسطة قارب مسير مفخخ بالمتفجرات، ليؤكد مجدداً ومراراً وتكراراً على خطورة المخططات الإيرانية الحوثية وأهدافها الإرهابية الرامية إلى تهديد أمن واستقرار المنطقة والعالم، ناهيك عن التصعيد المستمر في قصف الأحياء المدنية وقتل الأبرياء وتحويل الأراضي والمزارع اليمنية إلى حقول ألغام تتصيد المارة من المدنيين ورعاة المواشي وتحرمهم من العيش بأمان، وليس هذا فحسب بل إنها تتعمد تجويع اليمنيين وإجبارهم على دفع الأموال لصالح مليشيا حسن نصر الله في لبنان بحسب ما نشرته الوسائل الإعلامية أخيراً. كل هذه الجرائم الجسيمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية وتهدد بإبادة الشعب اليمني في ظل انتهاكاتها الوحشية يومياً على الأراضي اليمنية وطالت في انتهاكاتها الحدود السعودية من خلال القصف الهمجي والعشوائي على الأحياء السكنية والمنشآت المدنية، جميع الانتهاكات تقف الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص أمامها إما بالتجاهل أو عدم الوقوف بجدية تجاهها ما ساهم في إطالة أمد الأزمة وهو ما منح هذه العصابات المارقة الفرصة لارتكاب مزيد من جرائم الإرهاب والإبادة الجماعية بحق المدنيين. الشعب اليمني أصبح يعي جيداً خطورة هذه الأعمال الإرهابية وأهمية دور التحالف العربي في قطع دابر التمدد الإيراني، والعمل من أجل رفع المعيشة وتحقيق الاستقرار والتنمية، خصوصاً أن العمل الإنساني الذي ينفذه التحالف العربي ومركز الملك سلمان يفوق العمل العسكري، وهو ما يجب أن يدفع المجتمع الدولي للتكاتف من أجل تقديم دعم فاعل في التصدي لجرائم الحوثي وليس بالتعاطي غير المجدي معها عبر مفاوضات ومشاورات أثبتت فشلها مسبقاً.