لم يأت اهتمام قادة مجموعة العشرين في أوساكا اليابانية بمشاركة المملكة ممثلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من فراغ؛ فالسعودية إحدى دول المجموعة ومن بين أقوى 10 دول وفقا لتصنيفات عالمية «US News & World Report»، والتي تقيّم البلدان بناء على خمس فئات: التحالف العسكري والدولي، النفوذ السياسي والاقتصادي، القيادة؛ فضلا عن كون السعودية أكبر منتج للنفط ولاعبا رئيسيا في إحلال الأمن والسلام في المنطقة وتعزيز السلم العالمي. ومن هنا حظيت شخصية الأمير محمد بن سلمان بالاهتمام الكبير من قادة دول مجموعة العشرين سواء من خلال سلسلة الاجتماعات المكثفة التي عقدها مع معظم قادة المجموعة أو عبر مشاركته القوية في المناقشات والأطروحات التي تخللت الاجتماعات.. وتجلت ذروة الاهتمام عندما توسط الأمير محمد بن سلمان الصورة التذكارية قبيل انطلاق أعمال القمة والتي يطلق عليها «صورة العائلة التذكارية» التي عادة ما تلتقط تخليدا وتوثيقا لذكرى انعقاد القمة؛ إذ ظهر ولي العهد بجانب الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الياباني في منتصف قادة الدول؛ وهو الأمر الذي عكس الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين يتمتّع بهما الأمير محمد بن سلمان في قمة الكبار فضلا عن مكانة المملكة التي في المحافل الدولية.. عدسات المصورين في المحفل العالمي ظلت تتابع حراك الأمير محمد بن سلمان في أوساكا التي شهدت مناقشة ملفات شائكة، على رأسها الحرب التجارية والاقتصادية المتصاعدة بين الولاياتالمتحدة والصين، وملفا إيران وكوريا الشمالية. وقضايا مثيرة للجدل تتعلق بالتجارة والتوترات الجيوسياسية وتغير المناخ. وجاء موقع الأمير محمد في الصورة بحسب ما حددته اللجنة التنظيمية للقمة والتي تظهر موقع كل رئيس في صورة العائلة التي وضعت ولي العهد في المقدمة بجوار آبي وترمب. وليس هناك خلاف في أن ما لقيه الأمير محمد بن سلمان من اهتمام وتقدير وتسليط إعلامي يمثل وسام فخر واعتزاز للشعب السعودي؛ الذي دعم خطوات ولي العهد الإصلاحية وأيده ولتحقيق التغيير والتطور الذي يحلم به، وفق الرؤية 2030 ويقف معه ضدّ كل مَن يحاول زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن؛ خصوصا أن الأمير محمد بن سلمان رسم هيبة المملكة في المحيط العالمي وجعلها مؤثرة وصوتها مسموعا في المحافل الدولية. واعتبارا من اليوم السبت ستتهيأ السعودية لترؤس قمة قادة دول مجموعة العشرين التي ستعقد في الرياض في شهر نوفمبر العام القادم؛ وبقدر أن انعقاد قمة العشرين في المملكة يعتبر تشريفا لها؛ إلا أنه في الوقت يحملها مسؤولية جسيمة للعمل لإرساء السلام والأمن في المنطقة وتعزيز السلم العالمي ويجسد أيضا مكانة المملكة في نادي الكبار كضامن أساسي للاستقرار والازدهار وحريص على استمرار إمدادات النفط العالمية واستقرار أسعاره وتأمين الملاحة في الخليج العربي ووقف الصلف وإرهاب النظام الإيراني؛ وهذه هي النقاط التي أكد لولي العهد خلال لقاءاته مع زعماء العالم في أوساكا مع التأكيد أن السعودية تمضي بخطى ثابتة نحو مستقبلها كقوة اقتصادية صاعدة عالمية.. في قمة العشرين التي انطلقت أعمالها أمس في أوساكا، نستطيع أن نؤكد أن حضور ولي العهد أوجع الأعداء وأبهر الزعماء.. فالأمير محمد بن سلمان يتصدر المشهد باقتدار أينما ما حل ورحل.. ونستذكر هنا قولته الشهيرة «لا يليق بهذا البلد العظيم إلا الصدارة». لقد أعطى محمد بن سلمان إشارة واضحة على عزم الرياض المضي قدما في خططها الطموحة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.