تجانست الشراكة الإستراتيجية السعودية الكورية الجنوبية في جميع المجالات بامتياز؛ وانصهرت هذه الشراكة تحت مظلة الرؤية 2030 باقتدار؛ وأضحى مشروع تعاون الرؤية السعودية الكورية (2030) الذي وضع ركائزه؛ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ الذي يلتقي الرئيس الكوري الحنوبي اليوم (الأربعاء) في سيول؛ لتكون العجلة التنفيذية لقيادة الشراكة التي ترتكز على تعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة ونقل العلاقة إلى آفاق أوسع في إطار الدبلوماسية السعودية الاتجاه نحو الشرق.. ويرأس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفدا رسميا خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية، يتكون من عدد من الوزراء وكبار المسؤولين إضافة إلى وفد سعودي اقتصادي واستثماري رفيع؛ حيث توقعت المصادر أن يتم خلال الزيارة التي تستغرق يومين التوقيع على اتفاقيات وتحالفات استثمارية تقدر بالمليارات من الدولارات بين القطاع الخاص السعودي والكوري لتعميق التحالفات الاستراتيجية، وتنويع الخيارات الاقتصادية، وجذب الاستثمارات، وفي سياق الرؤية 2030. وبحسب مصادر كورية جنوبية سيعقد الأمير محمد بن سلمان اجتماعا اليوم (الأربعاء) في البيت الأزرق مع الرئيس الكوري مون جيه -إن، لمناقشة سبل توسيع التعاون الثنائي بين البلدين. وبحسب المصادر الكورية الجنوبية، فإن قصر الرئاسة الكورية الذي اعتبر الزيارة بأنها زيارة «دولة»، أعد القصر برنامجا متكاملا لولي العهد حيث يلتقي مون المعروف ب «تشونغ وا داي» ويلتقي وزراء الدفاع والخارجية والاقتصاد الكورية الجنوبية فضلا عن اجتماعه مع الرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات في كوريا الجنوبية، بما في ذلك سامسونج وهيونداي وإل جي لبحث تعزيز التعاون بين البلدين في إطار الرؤية 2030 كما سيشهد ولي العهد والرئيس الكوري الحنوبي اليوم (الأربعاء) التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات تشمل مجالات الطاقة والتعاون الاستثماري والاقتصادي والتقني والمعلوماتي والنفطي. وسيقيم الرئيس الكوري الجنوبي حفلا تكريمياً لولي العهد والوفد الموافق له، ومن المتوقع أن يقوم الأمير محمد بن سلمان بزيارة الوكالة الوطنية الكورية للبحث والتطوير في تكنولوجيا الدفاع وسيشارك في افتتاح ثالث أكبر مصفاة في كوريا تمتلكها شركة أرامكو السعودية. ومن المرتقب أن يحضر ولي العهد أيضا، حفلا بمناسبة إنجاز منشأة ترقية مخلفات S Oil، والتي تعد ثالث أكبر مصفاة نفط في كوريا وتملكها بالكامل شركة أرامكو الوطنية.. وتكتسب زيارة ولي العهد، أهميتها كونها الأولى لولي عهد منذ عام 1998، وسيتوجه الأمير محمد بن سلمان من سيول إلى مدينة أوساكا اليابانية لحضور قمة مجموعة العشرين. وتتربع المملكة على عرش أكبر موردي النفط في كوريا الجنوبية، حيث استوردت سيئول 101.5 مليون برميل من النفط السعودي في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019، بانخفاض 2.7 % عن العام الماضي، وفقا لبيانات من شركة النفط الوطنية الكورية الحكومية (KNOC). وأشارت المصادر إلى أن كوريا الجنوبية حريصة على مشروع الطاقة النووية السعودي، والذي يعد جاذبًا للمئات من الشركات العالمية المتخصصة في تلك التكنولوجيا خلال الفترة الماضية. وكانت شركة كوريا للكهرباء التي تديرها الدولة قد اختيرت في يوليو الماضي لتقديم عطاءات لبناء محطات نووية في المملكة، وذلك ضمن المشروعات الخاصة برؤية 2030 التي قدمها ولي العهد خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ويجزم المراقبون أن التعاون السعودي - الكوري الجنوبي ل «رؤية 2030» سيوفر فرصاً متكافئة للإسراع بالتنوع الصناعي في المملكة من خلال تبادل التكنولوجيا الكورية والخبرة وتوفير فرص عمل جديدة للبلدين، مؤكدين أن رؤية المملكة 2030 تعطي فرصة جيدة لكوريا الجنوبية للارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين، حيث تمتلك كوريا التكنولوجيا المتقدمة والخبرات المتوافرة، بالإضافة إلى خبرة متراكمة في التعاون مع المملكة، التي تعتبر أفضل شريك لتحقيق الرؤية 2030. وتنقل «رؤية المملكة وكوريا الجنوبية 2030»، أحد العوامل الاقتصادية التي تطمح لها كوريا الجنوبية لتكون شريكة في إطار التحالفات الاستثمارية مع المملكة، عبر 40 مبادرة تسعى الدولتان لتحقيقها بمشاركة فعالة من القطاع الخاص، في مجالات الطاقة والبنية التحتية الذكية والرقمية، بناء القدرات، الرعاية الصحية والطب، المشروعات الصغيرة والمتوسطة والاستثمار،. وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالى 24.8 مليار دولار أمريكي في العام 2017، وتعد المملكة أكبر شريك تجاري لكوريا في الشرق الأوسط. وعندما يحط الأمير محمد بن سلمان رحاله في سيول اليوم ويلتقي مع القيادات ورؤساء الشركات الكورية الكبرى فإن هذه الزيارة ستتمخض عن صفقات مليارية وتحالفات استثمارية وفق «2030».