أكد مراقبون سياسيون أن توقيت «حرب الكاتيوشا» التي يسعى وكلاء طهران إلى تفجيرها في المنطقة تحمل رسائل مبطنة، خصوصا أنها توجه عبر العراق، في ظل تصعيد تشهده المنطقة بين إيران والولايات المتحدة. وقد أصاب صاروخ كاتيوشا مقرا لشركة إكسون موبيل الأمريكية قرب البصرة أمس (الأربعاء)، وأسفر عن إصابة عاملين اثنين، بحسب ما أفادت الشرطة العراقية، وخلف الصاروخ أضرارا في مقر للسكن والعمليات يتبع عددا من شركات النفط الأجنبية العالمية. وقالت الشرطة إن الصاروخ أصاب موقع البرجسية قرب حقل الزبير النفطي. وقبل ساعات من هذه الحادثة سقط صاروخ آخر قرب قاعدة عسكرية تستضيف قوات أمريكية في الموصل، ليل (الأربعاء). وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى مليشيات عراقية موالية لإيران. وكشف مصدر أمني أن إكسون تعد لإجلاء نحو 20 من موظفيها الأجانب. من جهة أخرى، قال مسؤولون في مجال النفط إن العمليات لم تتأثر بالأحداث بما في ذلك الصادرات من جنوبالعراق. وأضافوا أن من بين الشركات الأخرى التي تعمل في الموقع رويال داتش شل وإيني الإيطالية. واتهم محللون عراقيون المليشيات الموالية لإيران بالتحرك وإطلاق الصواريخ، مستهدفة أماكن وجود القوات الأمريكية، ومقرات الشركات الأجنبية العاملة في مجال النفط في ما أطلق عليه «حرب الكاتيوشات». وأكدوا أن هذه المليشيات مرتبطة ارتباطا عقائديا بإيران، وتعمل بتوجيهات مباشرة من الحرس الثوري. وحذروا من توريط العراق في أي مواجهة عسكرية في المنطقة. ولفتوا إلى أن بصمات إيران واضحة في تلك الأحداث عبر وكلائها. ولم يستبعد المحللون ارتفاع وتيرة هذه الاستهدافات في المرحلة القادمة. وحذر المراقبون من انعكاسات «حرب الكاتيوشا» على مناخ الاستثمار في العراق الذي تحول إلى بيئة طاردة للاستثمار.