• في لجان الانضباط بمختلف اتحادات كرة القدم باستثناء الاتحاد السعودي لكرة القدم، نجد أن العقوبات التي تُطبق على تجاوزات بعض جماهير الأندية، في المنافسات الكروية، لا تقف في حال تكرار هذه التجاوزات، عند تكريس هذه اللجان لنفس العقوبة «الانضباطية»، ليس لأن هذه العقوبة لم تحل دون ردع السلوكيات المخالفة من قبل بعض الجماهير فحسب، بل لأن المادة المتعلقة بضبط سلوك الجماهير، في لائحة الانضباط، لا تقتصر على عقوبة وحيدة، بل تضمنت عدداً من العقوبات المتدرجة والمتصاعدة، فمن لا يرتدع بالغرامة لا بد أن يرتدع بسواها من العقوبات الأخرى المدرجة في هذه المادة. •• من بين ما يُلاحظ سلباً على لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم «برغم تعاقب مجالس الإدارة والرؤساء واللجان...» تشبث هذه اللجنة بتطبيق عقوبة الغرامة المالية في جل عقوباتها بشكل عام، وخصوصاً تجاوزات بعض الجماهير التي هي محور تناولنا في هذا الموضوع، فطوال مواسمنا الرياضية وما قد تشهده منافساتنا الكروية خلالها بين الحين والآخر، من تكرار لهذا السلوك من قبل بعض الجماهير، إلا أن لجنة الانضباط في اتحادنا السعودي لكرة القدم ظلت تكرر عقوبة الغرامات المالية حتى خُيل للشارع الرياضي السعودي أن هذه اللجنة تختلف عن كافة قريناتها من لجان الانضباط في مختلف اتحادات كرة القدم التي تعمل تحت مظلة مرجعية واحدة هي الاتحاد الدولي لكرة القدم، أقول تختلف من حيث عدم تضمن لائحتها لنفس المادة المتعلقة بتنوع العقوبات، ذلك ما تخيله الشارع الرياضي السعودي جراء إصرار هذه اللجنة على عقوبة الغرامة المادية وكأنها أضحت هي الهدف بكل أسف. •• مع أن الواقع على عكس ذلك تماماً، حيث توجد في لائحة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم، مادة خاصة بهذه العقوبات، هي المادة 52 تحت مسمى «سوء سلوك الجماهير»، وتتضمن نفس التنوع والتصاعد من العقوبات والتي من بينها: (الغرامة المالية، لعب مباراة أو أكثر دون جمهور، لعب مباراة أو أكثر خارج أرض النادي... إلخ)، إلا أن هذه اللجنة كعادتها في استثارة الشارع الرياضي السعودي نست أو تناست بأن الهدف من هذه العقوبات وتدرجها، هو تقويم كل هذه السلوكيات وصولاً للارتقاء بمخرجات منافساتنا الكروية وترسيخ مبادئ الأخلاق والروح الرياضية، وليس الهدف كما ينبئ عنه إصرار هذه اللجنة على الغرامات المالية! ***** •• لم يكن مستغرباً تكريم مجلس وزراء الشباب والرياضة لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم تركي آل الشيخ، فهذه القامة والقيمة يتشرف التكريم باسمه، فكما أحيا البطولة العربية من بعد يأس، لم ولن تنسى الرياضة السعودية عامة، وكرة القدم السعودية خصوصا كل ما قدمه لها من حراك شامل ونوعي وغير مسبوق، لا يقوى النهوض به إلا الرواد أمثاله، والله من وراء القصد. تأمل: إلى الملتقى بعد عيد الفطر المبارك إن شاء الله تعالى، وكل عام وأنتم بخير.