زار الأمير تركي الفيصل معرض «مدن دمرها الإرهاب» مساء (السبت) 27 أبريل 2019م، في مقر المتحف الوطني بالرياض. واطلع على محتويات المعرض، وما تضمنه من رسائل إنسانية تناهض الإرهاب وتكشف آثاره المدمرة، مبدياً تقديره لجهود وزارة الثقافة في استضافة هذا المعرض العالمي في أول محطاته الدولية بعد العاصمة الفرنسية باريس. وقال الأمير تركي الفيصل: «أحيي وزارة الثقافة وعلى رأسها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، على إقامة مثل هذا المعرض وتنظيمه، بالتعاون مع «معهد العالم العربي» في باريس». مشيراً إلى أن توثيق الدمار الذي اقترفه الإرهاب في حق التراث الإنساني، يسهم كثيراً في رفع الوعي والشعور بقيمة هذا التراث الحضاري «فمن دون هذا الوعي واستشعار أهمية هذا التراث غير المادي لا يمكننا الحفاظ عليه وحمايته من أيدي المخرِّبين والمتطرفين». وأضاف قائلا: «بقدر سعادتي بهذه الزيارة، فقد أحزنني ما شهدته من صور في هذا المعرض، وبخاصة أنه يسلط الضوء على مدن أثرية عريقة مسجَّلة في لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني؛ مثل: حلب وتدمُر في سوريا، والموصل في العراق، ولبدة الكبرى في ليبيا، حيث وقَعتْ هذه المدن التاريخية ومبانيها وآثارها تحت وطأة الجماعات المتطرفة، ودارت بين شوارعها وعلى جدرانها الصراعات والنزاعات». مشيداً بالمعرض الذي «استطاع أن يأخذنا في رحلة افتراضية، ومحاكاة واقعية فريدة، لمشاهدة حية وقريبة لهذه المدن التي تعرضت إلى التدمير والتدنيس وسرقة آثارها، ونجح المعرض على تعريف حجم الخسارة الكبيرة والفادحة التي مُنيت بها الإنسانية نظير هذا الإهمال وهذه الأفكار المتطرفة التي تخصصت في صناعة الدمار، وإشعال فتيل الصراعات أينما حلَّت وارتحلت». هذا ويأتي تنظيم معرض «مدن دمرها الإرهاب» في إطار التعاون بين وزارة الثقافة ومعهد العالم العربي بباريس. ويستمر نشاط المعرض في المتحف الوطني بالرياض حتى 18 مايو المقبل، مقدماً رحلة باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي إلى مدن عربية تعرضت آثارها للتدمير بسبب الإرهاب، وذلك بهدف التوعية بأهمية الحفاظ على الكنوز الحضارية التي تمثلها الآثار والمواقع الثقافية.