وثيقة استثنائية تمكن من إخراجها للعلن الصحفيان كريستيان شيسنو من «فرانس إنتر»، وجورج مالبرونو من «لو فيغارو» على إثر اطلاعهما على الحسابات التفصيلية لمنظمة غير حكومية قطريةبفرنسا، ومؤسسة قطر الخيرية، التي تتوارى خلف واجهة «مساعدة الجاليات الإسلامية في القارة العجوز». وفي كتاب صدر أخيراً بفرنسا عن منشورات ميشال لافون لمؤلفيه كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو يحمل عنوان «قطر بيبرز - QATAR PAPERS»، كشف فيه الكاتبان الصحفيان حقائق صدمت الرأي العام الفرنسي، تتعلق بتمويل قطر للحركات الإخوانية المتطرفة في فرنسا وأوروبا. وخلص الكاتبان من خلال الوقائع والوثائق المشار إليهما في الكتاب إلى أن قطر تريد شراء النفوذ وإحكام قبضتها على «الإسلام السياسي» في فرنسا وأوروبا بشكل عام. وكشف كتاب قطر بيبرز (QATAR PAPERS) خريطة «التبشير الإخوانية» التي تبنتها قطر الخيرية من أجل نشر مفاهيم الإخوان المتطرفة في القارة الأوروبية. فالكتاب يضم وثائق سرية، تم الكشف عنها لأول مرة، أفصحت عن تفاصيل لأكثر من 140 مشروعا لتمويل المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية، لصالح الجمعيات المرتبطة بحركة الإخوان المسلمين الإرهابية بفرنسا وأوروبا. كما كشف الكتاب الراتب المدفوع إلى شخصية الإسلام السياسي في أوروبا الذي ترعاه الدوحة خارج حدودها حفيد حسن البنا «طارق رمضان»، الذي يتقاضى من قطر الخيرية راتبا شهريا بقيمة 35 ألف يورو. وبعد دراسة استقصائية في 6 دول أوروبية وعشرات المدن في فرنسا، كشف كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو عن المداهنة وإخفاء وحجب الجمعيات الإسلامية لمصادر تمويلها من قبل قطر الخيرية، وكذلك سياسة النعامة التي يتبعها العديد من رؤساء البلديات إزاء التمويلات القطرية. وفي استقصاء ميداني لكواليس منظمة غير حكومية غنية تتستر على مصادر تمويلها رغم ارتباطها الوثيق بقمة هرم الدولة القطرية، وعلاقتها المباشرة مع أفراد الأسرة الحاكمة القطرية، كشف الصحفيان تمويل الجمعية من قبل أسرة آل ثاني. الكتاب الصادر عن منشورات ميشال لافون، الذي تضمن 295 صفحة، نشر كيف استثمرت قطر في السنوات الماضية بفائض ميزانيتها الضخمة في القطاع العقاري، ووسائل الإعلام والشركات الكبرى بفرنسا وكل أوروبا. وفي تصريح للإعلام الفرنسي، قال الكاتبان إنهما اصطدما بحقيقة مفادها أن «فرنسا اليوم في مواجهة أيديولوجية جديدة على مثل الجمهورية، وهي حركة طائفية تدعو إلي استقواء الإسلام السياسي للإخوان المسلمين، الذي تغذي عصبته إمارة دولة قطر». وأثار صدور الكتاب ضجة كبيرة، تبعتها سلسلة مساءلات لرؤساء بلديات، والمطالبة بفتح تحقيقات حول بعض الاستثمارات العقارية والاستثمارات المؤسساتية الكبرى لقطربفرنسا.