لا شيء أصدق من القول إن الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي قد ولد بأسنانه، فالخطوات الراسخة التي سار عليها منذ إعلان تأسيسه، كانت تكشف رؤية واضحة وجدية في تعديل مسار الإعلام الرياضي وتنقيته من الكثير من الشوائب، ودفعه في الاتجاه الصحيح، بل وحقنه بكل المعينات الضرورية للارتقاء به وما يتواكب مع الأحداث والمستجدات محليا وإقليميا وعالميا، وما ينتظم في الساحة الوطنية ككل من حراك على كافة المستويات اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية تبعا لرؤية 2030. فالاتحاد وبتكوينه الفاعل الذي ضم خيرة الكوادر الصحفية الوطنية الخلاقة وذات التأثير على المشهد الإعلامي ككل، وتحت قيادة الإعلامي الخبير والخلوق والمتفق عليه من كل ألوان الطيف الإعلامي الدكتور رجاء الله السلمي، دأب على تقديم نفسه بوضوح، بل وحتى قبل أن يكمل عامه الأول كان يمضي قدما باتجاه كل أهدافه المعلنة. جدة تشهد الانطلاقة الأولى وهاهو الاتحاد وبعد سلسلة من المعالجات الجادة لشوائب الإعلام بكل مكوناته يدشن بمدينة جدة، المرحلة الأولى من برامجه التدريبية ضمن مبادرة تطوير الإعلام الرياضي، المتضمن إقامة برنامجين تدريبيين لمدة ثلاثة أيام، في مساري الصحافة، والإذاعة والتلفزيون، إذ يأتيان ضمن 10 برامج من أصل 60 برنامجاً تدريبياً، كان الاتحاد قد أعلنها في وقت سابق خُصصت للإعلاميين الرياضيين في جميع مناطق المملكة، بالتعاون مع عددٍ من الجامعات المحلية والدولية والمؤسسات الإعلامية. البرامج التدريبية تأتي ضمن خطة الاتحاد التطويرية التي أعلن عنها ضمن برامج إعلامية مميزة، في مقدمتها إطلاق «جائزة التميز للإعلام الرياضي» كأول حدث من نوعه يقام في المملكة ضمن برامج مبادرة الاتحاد لتطوير الإعلام الرياضي؛ بهدف تشجيع ودعم الإعلاميين الرياضيين والارتقاء بالمواد الإعلامية الرياضية المقدمة، إضافة إلى صقل المواهب الإعلامية الشابة والواعدة وتحفيزها على إظهار إبداعاتها في هذا المجال، لمواكبة النقلة النوعية التي تشهدها المملكة في القطاع الرياضي على كل الأصعدة، ولتطوير الكفاءات الإعلامية السعودية للوصول لدرجة عالية من الاحترافية والمهنية، وصقل المواهب الشابة ودعمها لتكون نبراساً وواجهة للإعلام الرياضي السعودي في المستقبل. الحربي يحدد مسار الصحافة وشهدت المرحلة الأولى حضورا مميزا بوجود أكثر من 60 متدرباً من أعضاء الاتحاد ومن الطلاب الموهوبين في الإعلام في عددٍ من الجامعات، وقدم الدكتور محمد علي الحربي البرنامج الأول التابع لمسار الصحافة تحت عنوان «الفنون الصحفية»، وهدف للتعريف بالمهارات اللازمة لصناعة مادة صحفية (كتابة الخبر الصحفي، التقرير، التحقيق، وغيرها من أشكال الفنون الصحفية)، إضافة إلى منح المشاركين الفرصة لاكتساب مهارة التعامل مع وسائل الإعلام الجديدة وطرق التعبير الصحفي بحرية مسؤولة. «المراسل الميداني» يعيد النجار وكان الخبير الإعلامي الدكتور حسين نجار قد حاضر في مسار الإذاعة والتلفزيون تحت عنوان «أدوات المراسل الميداني»، التي تهدف للتعريف بأهم المهارات الاحترافية للمراسل الصحفي لتمكينه من تغطية الأحداث ونقلها بكل سرعة ومصداقية للوسائل الإعلامية، وكيفية التعامل مع المادة الصحفية قبل وبعد التصوير، لصناعة مادة جيدة بطرق احترافية لا تشوبها الأخطاء. ولن تتوقف الدورات التدريبية عند هذا الحد، إذ سيقام 60 برنامجاً تطويرياً في 13 مدينة بمشاركة 1800 مشارك هذا العام، تتخللها 10 برامج تدريبية في سبع مدن بالمملكة. يذكر أن الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي -الذي لم يكمل عامه الثاني- سبق أن نفذ أكثر من 20 مبادرة وبرنامجاً خلال عامه الأول (2018) أبرزها: • إصدار اللائحة الأساسية للاتحاد للإعلام الرياضي وفتح باب قبول العضوية لأول مرة. • اعتماد القواعد الإجرائية للتعامل مع المخالفات الإعلامية. • ابتعاث ممثلي المراكز الإعلامية بالأندية الرياضية لإنجلترا. • الدورة التأهيلية للإعلاميين المشاركين في تغطية نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. • استضافة اجتماع الجمعية العمومية 21 للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية «الكونغرس الآسيوي». • تكريم رواد الإعلام الرياضي في المملكة.