أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة تجربة للتوسع في زراعة محصول الكينوا (Quinoa) في جازان، باعتباره واحداً من أهم الأنشطة ذات العائد الاقتصادي المرتفع، وذلك ضمن برنامج «إدخال محاصيل بديلة للمناطق القاسية»، بهدف اختبار أنواع وأصناف جديدة من المحاصيل ذات العائد الاقتصادي التي يمكن أن تعزز ما يتوفر للمزارع من اختيارات لتحسين مردود مزرعته، والمساهمة في استدامة الزراعة في المنطقة. وأوضحت الوزارة، أن تجربة زراعة «الكينوا» تأتي بعد نجاح مركز البحوث الزراعية بجازان في إدخال المانجو، والتجارب الجارية على محاصيل «الكاجو» و«القشطة» و«الأناناس» في منطقة جازان، مؤكدة أن اختيار المحصول جاء بعد دراسة إمكانية زراعته في المنطقة، إذ يتحمل هذا النبات الظروف البيئية والمناخية القاسية، وينجح في الأراضي الفقيرة التي تشكو من الجفاف والملوحة مثل مناطق جنوبجازان وغرب تهامة على طول الساحل حتى جدة، ولا يستهلك الكثير من المياه. وعن مميزات نبات «الكينوا»، أفادت أنه محصول حولي يعطي حبوباً صغيرة الحجم، وكان يزرع منذ القدم في جبال الأنديز في أمريكاالجنوبية، ويتحمل الظروف البيئية والمناخية القاسية، مشيرة إلى أن درجات الحرارة القريبة من الصفر أو التي تفوق 35 درجة مئوية قد تعيق نموه أو تقتله، كما تؤدي الحرارة العالية إلى قتل حبوب اللقاح. وأكدت الوزارة، أن بذور «الكينوا» تعتبر مصدراً غذائياً ممتازاً للإنسان والحيوان، لما تحتويه من بروتينات وأحماض أمينية ومعادن، وتركيبته أكثر توازناً من القمح والذرة، إضافة إلى أن أوراقه يستفاد منها كعلف للحيوانات. وحول العمليات الزراعية وموعد زراعة «الكينوا»، بينت الوزارة أنه يحبذ زراعته خلال موسم اعتدال الحرارة، عندما يكون النهار قصيراً، مع بداية سبتمبر حتى يناير، وتدوم دورة حياته بين 3 و4 أشهر، وبذلك يمكن زراعته مرتين في جازان في خلال شهري سبتمبر ويناير، موضحة أنه ينمو بجذور عميقة ومتشعبة حتى ارتفاع يتراوح بين 50 و200 سنتميتر حسب الأصناف وظروف الزراعة، ويتم الحصاد يدوياً في المساحات الصغيرة والياً في المساحات الكبيرة، يقع تجفيف الحبوب بعد جنيها ثم تصفى وتغسل لإزالة مادة صابونية ذات مرارة ملتصقة بأغلفة البذور، ويبلغ معدل الإنتاج نحو 1120 كلجم في الهكتار، ويمكن أن يرتفع إلى 1500 كلجم بالتسميد والري واستعمال تقنيات زراعية جيدة. ويتوجه مركز البحوث الزراعية في جازان، إلى التوسع في إدخال محاصيل واعدة أخرى، وتجربتها تحت الظروف المحلية، بهدف توفير المعطيات العلمية الدقيقة حول زراعتها والعناية بها، وتشمل قائمة المحاصيل التي يعتزم المركز تجربتها مستقبلاً، نبات القرطم (Sufflower)، حيث تستعمل البتلات في الطبخ مثل الزعفران، وتحتوي بذورها على 50 % من الزيوت ويمكن إضافتها لوقود السيارات، وتستعل كعلف جيد للحيوانات، ويتصف بمقاومته للجفاف والحرارة. وأيضاً محصول أزهار القطف (Cut roses)، ويعتبر ذا عائد اقتصادي مرتفع، ويمكن أن يغطي جزءاً من واردات المملكة، ويتناسب مع مناخ تهامة، ومحصول «التين الأزمرلي»، وهو تين عالي الجودة للاستهلاك طازجاً أو مجففاً، ويعتمد على التلقيح الخلطي، ويتحمل دراجات الحرارة العالية والملوحة، إضافة إلى محصول التفاح الشوكي (Apple cactu) وهي فاكهة تشبه البرشومي لذيذة الطعم ولا تحمل أشواك، وتتحمل الجفاف ودرجات الحرارة العالية، ومحصول الهيل (Elettaria cardamomum)، وهو بهار مستعمل في تحضير القهوة العربية والعديد من الأكلات المحلية، ويعتبر نبات عشبي مستدام أصيل البيئة الاستوائية، ويمكن زراعته في تهامة.